للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الصحيحة بصلة ويحشونها بمقالات لا صلة لها بالأدب ولا بالتاريخ ولا يعلم من العلوم الحديثة ولا القديمة، لبرأ ذمته من جناية قتل اللغة العربية في مصر وتخلص من لعنة التاريخ الأبدية، لأن هذه المجلات قد قضت على اللغة العربية وهبطت بها إلى أقصى دركات الحضيض فخدمت الاستعمار وقضت على الوحدة وعلى الأخلاق

وهذه الكتب التي تدرس في المدارس التابعة لوزارة المعارف ما قول صاحب المعالي الدكتور محمد حسين هيكل باشا فيما حوته من الأغلاط اللغوية والتاريخية، فقد أحصيت في أحدها ثلاثمائة غلطة لغوية وتاريخية تكاد تخرج الكتاب من حظيرة الكتب التي يشرف على انتخابها عدد من العلماء، وعلى رأسهم هيكل باشا المشهور بغيرته على لغة الضاد ومحاولته إحيائها بعد موتها

وأني لا أتحدى أحداً إذا طلبت إلى معاليه الرجوع إلى سجلات مخزن كتب وزارة المعارف في زمن إدارة (المستر دجلاس دنلوب) ورؤية أسماء الكتب التي أمر ببيعها بالقنطار فبيعت بأبخس من ثمن الورق قبل الطبع؛ إنه إذا فعل فسيرى بين هذه المجلدات التي بيعت بالقناطير عدداً كبيراً من الكتب اللغوية القيمة مثل: القاموس ولسان العرب وصحاح الجوهري، ومن الكتب النحوية التي لا يوجد نظيرها من المؤلفات الحديثة في مكاتب مصر ولا بين كتب التدريس

وهذا معناه أن يد هلا كوخان أو يد عضو محاكم التفتيش قد حاربت ثقافة مصر من سنة ١٨٩١ إلى سنة ١٩١٩، فإذا كان العرب يريدون الاحتفاظ بمجدهم، فإن الواجب يحتم عليهم حفظ لغتهم، وهذا لا يتم إلا بنبذ المجلات الموبوءة، والاعتناء بتصحيح لغة كتب التدريس

كان صاحب الجلالة المغفور له علي الأول ملك الحجاز السابق ووالد صاحب السمو الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق اليوم يقيم في حي الكرادة على ضفة نهر دجلة في مدينة دار السلام، وكنت أيمم قصره في كل يوم فأرفع إلى جلالته خلاصة الجرائد العربية والتركية وأحمل بعضها معي لإعادة قراءتها عند عودتي في المساء. وفي أحد الأيام قرأ أحد أصدقائي جريدة هزلية تصدر في مصر ودسها في الجرائد التي تأبطتها ودخلت على الملك الوديع فوجدته منفرداً في بهو الاستقبال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>