للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والراغبين في البحث والدراسةذ. وقد أعد هذا الكتاب للطبع في المطبعة الأميرية، وتبلغ مصطلحاته نحو ثلاثة آلاف في علوم الأحياءذ والطب والحرارة والكهربا واللاسلكي، وفورع الرياضة والعمارة والموسيقى والتاريخ، وأدوات الشؤون العامة، إلى غير ذلك من ضروب العلوم والفنون والآداب. وينتظر أن يخرج هذا الكتاب من المطبعة في سبتمر المقبل.

إلى الدكتور علي عبد الواحد وافي من السودان

أتتبع باهتمام القيمة (في الاجتماع اللغوي) على صفحات (الرسالة) الزاخرة. . . وفي حديثك أخيراً عن الهجات العامية الحديثة استوقفتني عبارتك: (وأدنى هذه المجموعات إلى العربية الفصحى مجموعتا اللهجات الحجازية المصرية). . . استوقفني هذه العبارة، وكان بودي أن أكتب إليك هذا في حينها، ولكن الانهماك المتواصل في سبيل العيش لم يسمح لي بذلك.

فإن كنت تقصد بتلك العبارة أن اللهجة المصرية هي لهجة وادي النيل الذي يشمل مصر والسودان، وهذا ما أستبعده وأشك فيه، لأنها ليست هذه هي أولى المرات التي يُهمل فيها السودان ويسقط سهواً وعمداً من حساب الشرق والعرب. . . إن كنت تعني بها ما قدمت، فذاك، وإلا فلتعلم ياأستاذي الفاضل أن بالسودان - وخصوصاً أواسطه - لهجة هي من أدنى اللهجات إلى العربية الفصحى إن لم تكن أدناها جميعاً.

ولست في حاجة لسرد الأدلة والبراهين لإثبات هذه الحقيقة ولكن لك أن تبحث وراءها، ولك في الكثير من قادة الفكر المصري الذين زاروا السودان خلال السنوات الأخيرة أكبر مصدر ومرجع.

وبهذه المناسبة أتمنى أن تساعدني ظروفي السيئة لأتحف أستاذينا الكبيرين المبارك والزيات بمختارات من أدبنا القومي ليلمسا فيه الذوق العربي الصحيح مجسماً؛ وليستنشقا منه عبير العربية المتغلغلة في النفوس. أسأل الله أن يوفقني ويوفق معي الكثير من أبناء هذا القطر البررة هنا وهناك للقيام بهذه المهمة وإسداء هذا الجميل إليهما، حتى إذا ما زارا هذا القطر المظلوم تذوقاً بسهولة ما يقدمه إليهما من أدب قومي رفيع.

أحمد المبارك عيسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>