للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- والى أين كنت تسير الآن؟

- كنت أريد الذهاب إلى عربة الأكل أتناول فنجانا من الشاي

- إذن تفضل. وعمل ترتيبك على أن تنزل عندنا إلى أن تنظم مسكنك الجديد، فاهم؟ سأنتظرك في المساء. لا اقبل منك اعتذاراً. أن لعملك عندي منزلة كبيرة. وأنت دكتورنا الصغير العزيز - ها. ها. ها! بلغ كامل سلامي.

- متشكر يا بك، أن شاء الله

وقف القطار واستقبل كامل ابن عمه في حفاوة وترحيب وكان قد انتهى من عمله حين كانت الساعة الواحدة بعد الظهر. فسار به إلى المنزل، وتحدثا في الطريق عن النقل، فهنأه به كامل تهنئة حارة، وبادله الدكتور التهنئة على أناقته ومظهره الفخم الذي يبدو فيه من أبناء الطبقة الراقية

بلغا المنزل وكان الخادم على استعداد لتقديم الطعام. فأمره كامل بأعداده، وساعده في ترتيبه على مائدته البسيطة. ودعا ابن عمه أمين الذي في حجرة النوم مشتغلا بالتفرج على ملابس كامل العديدة الجميلة الصنع واللونفذهب إليه واخذ مكانه من المائدة وبدأ الحديث. .

- برافو كامل أنت لا تزال محتفظا برشاقتك المعروفة عنك برغم بساطة البلد الذي تعيش فيه. فمجموعة ملابسك تعتبر من أبدع ما يملكه هاو للأزياء الحديثة.

- أبدا، أنها في منتهى البساطة. ويظهر أن للعادة حكما لا يستطيع الإنسان أن يتغلب عليه ولو عاش في الأرياف أو في الصحراء.

- (على فكرة) رأفت بك كان مسافرا إلى مصر في القطار الذي وصلت فيه. وقد عرفني أثناء مروري في العربة وسأل عنك. وكلفني أن احمل سلامه إليك.

- رأفت بك: وكيف عرفك؟ وماذا قال لك؟

- يظهر أن ذاكرة الرجل قوية. فقد مرت سنتان لم أره فيهما، ولكنه رآني مع عمي كثيرا قبل ذلك. وقد هنأني تهنئة رقيقة يوم ظهور نتيجة الدبلوم. وقد سألني اليوم عن عمي. وطلب مني بإلحاح أن انزل عنده في مصر حتى أهيئ لي سكنا، وقال انه في انتظاري الليلة.

- في انتظارك الليلة؟ إذن أنت لا ترغب في البقاء معي ولو يوما واحداً؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>