للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحديث)، فهو بحث جليل؛ وقد استوقفتني فيه نقاط (العدد ٤١٧ من الرسالة) أضنها تحتاج إلى مراجعة، وهي:

١ - قال في الصفحة ٨٤٤ في كلامه على بغداد: (والبحتري الشاعر الرقيق يصف لنا بركة المتوكل في شعر تصويري جميل. . . ويقول في ذلك:

تنساب فيها الماء معجلة ... كالخيل خارجة من حبل مجريها)

والذي يُفهم من هذا الكلام ومما يتلوه، أن بركة المتوكل كانت في بغداد، في حين أن من المعروف عرفان اليقين أنها في سامراء. والذي يقرأ سيرة المتوكل يجد أنه قضى أغلب أيام خلافته في سامراء، وبها أقام قصوره التي فاقت سائر قصور الخلفاء، ولا داعي إلى تفصيل ذلك

٢ - وورد بعد ذلك بخمسة عشر سطراً قوله: (وكان نهر دجلة في ذلك الحين يكاد يغص بالحرامات الكثيرة والزوارق الجميلة. . الخ). والواضح أنها (. . . . يغص بالَحرَّاقات. . .) وهي ضرب من السفن النهرية، ولعل هذا من أغلاط الطبع

٣ - وفي آخر الصفحة نفسها، عَدَّ (جميل نخلة المدور) عراقياً مع أنه لبناني

(بغداد)

كوركيس عواد

الطنطاوي يتحرك. . . فهل يتحركون؟

قضت الظروف القواهر التي حلت بدمشق إلا أن تحطم الأقلام القليلة التي كانت تهتز بين حين وحين لمسح عبرة من مقلة، أو لتأسو جرحاً في قلب، أو لتبعث نشوة في نفس. وأخذت جلَّق تطوي الليالي السود وفي نفوس المثقفين من أبنائنا غصة، وتقضي الأيام العوابس والألم يصهر الغُيُر من شبانها على الأدب الذي أصبح ميتاً فيها خلال هذه الأحداث أو شبه ميت. ولسنا ممن يزعمون أن الأدب في دمشق كان قبل الحرب خيراً منه في خلالها، ولكن العاملين والعاملات كانوا يجدون حين يمتطى القلم أناملهم الخمس اللطاف! ميداناً ينتشرون به ما ينتجون. ولكن هذا الميدان بدأ نطاقه يضيق منذ اتقدت الشرارة الأولى لهذه الحرب الضروس - التي توشك أن تقضي على البشرية إن لم يطفئها

<<  <  ج:
ص:  >  >>