للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الوثائق عن تاريخ سوريا كفيل بأن يجعلنا نجدّ ونسعى لنشر وثائقنا وأصولنا التاريخية.

وبعد إتمام بعض هذه الأعمال التمهيدية يمكن أن يتقدم وأن ينشط البحث التاريخي في مصر بدرجة مرضية. والمؤلفات التي تكتب قبل أن تتم بالنسبة إليها هذه المراحل التمهيدية، مع أنها جديرة بالتقدير، لا يمكن أن تعتبر آخر كلمة في الموضوع الذي تتناوله. وأرى أنه ينبغي على الباحثين أن يتبعوا أبحاثهم بنشر المهم من الوثائق التي اعتمدوا عليها في مجلد أو في مجلدات خاصة، لأن هذا العمل لا يقل - إن لم يزد - في قيمته العلمية عن البحث التاريخي نفسه. وبعد ذلك تواجهنا ثغرات هائلة في مراحل التاريخ المصري ينبغي أن تدرس وتبحث على مدى الزمن مثل تاريخ المدن المصرية وتاريخ الأزهر والمساجد، وتاريخ الكنائس والأديرة، وتاريخ التجارة في مصر، وتاريخ مصر المالي والإداري في العهد العثماني، وتاريخ علي بك الكبير، وتاريخ الحركة العرابية. . .

وهذه الأعمال الخطيرة لا يمكن أن تؤديها الجهود الفردية، ولا يمكن أن يقوم بها جيل واحد من الباحثين. وللسير في سبيل تحقيقها بالتدريج من الضروري جداً إنشاء معهد أو جمعية للدراسات التاريخية، كما هو الحال في الغرب، وتزود بالمال اللازم، وتضم شتات المشتغلين بالبحث التاريخي في مصر، وتنضم أعمالهم وتوحد جهودهم للإنتاج العلمي الصحيح. ومن اللازم أيضا أن نبدأ بإصدار مجلة للعلوم التاريخية، فإنه توجد في الغرب مجلات عديدة في التاريخ العام ومجلات خاصة لفروع التاريخ المختلفة. ولابد من جهد متواصل وتضافر وإخلاص في العمل، وبعد عن الزخارف وأبهت المناصب؛ ونحن أشد الحاجة إلى إيجاد بيئة علمية صحيحة تعمل للعلم وحده، وتضع تقاليد وطيدة، وتقوم ببعض الواجب نحو العلم والتاريخ.

(يتلى)

حسن عثمان

<<  <  ج:
ص:  >  >>