للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المشرقة التي تدل على راحة البال وخلو الفؤاد مما يشغله من أكدار الدنيا.

وأنت تعرف بعد كل هذا أن للإقليم تأثيره في ملامح الإنسان، بل قد تتعدد السحن والوجوه في الإقليم الواحد والوطن الواحد، فالأوربي غير الآسيوي؛ وفي أوربا الإنجليزي غير الفرنسي، والألماني غير الإيطالي، كما أن فيآسيا الصيني والياباني غير الهندي والتركي والسوري، وفي أفريقيا المصري غير السوداني وهكذا.

كذلك يختلف أبناء الوطن الواحد، فالقاهري غير الصعيدي أو الإسكندري مثلا، وقس على ذلك مئات الفروق التي تجدها في هذه الدنيا العريضة، والممثل بحكم مهنته معرض لان يقوم بتمثيل شخصية من هذه الشخصيات المنتشرة على رقعة الأرض، وقد يكون من المستحيل أن تتطلب منه أن يدرس كل هذه الشخصيات الدراسة التفصيلية التي تعينه على تنكره وتكييف ملامح وجهه، بما يعطي الشخصية الطابع الأصيل لها، ولكن من الميسور لديه أن يدرس الشخصية التي سيمثلها الدراسة التي تؤهله لإعطاء المشاهدصورة منها، مستعينا على ذلك بأدوات التنكر التي تحت يده.

من هذا يستطيع المرء أن يكون فكرة عامة عن دقة هذا الفن، فن التنكر، وعن العناية التي يتطلبها العمل المسرحي من الممثل حتى يستطيع أن يصور على وجهه الوجه الآخر، وجه الشخصية التي يتقمصها ويؤديها أمام النظارة. ونستطيع بعد هذا أن نتحدث عن فن التنكر من الناحية الفنية العملية مستعينين في ذلك ببعض الصور والرسوم التي تشرح ما نقول.

محمد علي حماد

-

<<  <  ج:
ص:  >  >>