للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

معركة الأطلنطي، فإن الغواصات الألمانية تتخذ من موانئ النرويج شمالاً إلى موانئ فرنسا جنوباً قواعد تكمن فيها. وهذا قد أعطى ألمانيا ميزتين هامتين:

أولاهما إن ألمانيا باستيلائها على هذه القواعد أمكنها أن تستخدم غواصات صغيرة الحجم تسع من خمسة رجال إلى عشرة، بدلاً من الغواصات الكبيرة التي تسع من ثلاثين رجلاً إلى أربعين، وبذلك قلت الخسارة التي كان يتحملها الألمان من إغراق غواصاتهم كما زاد عدد الغواصات لتي تعمل في المحيط. والميزة الثانية إنه باستيلاء ألمانيا على النرويج وفرنسا مكن الغواصات الألمانية من أن تتفادى الخطر الذي كانت تلاقيه في الحرب الماضية حين كان من المحتوم عليها أن تمر بحقول الألغام التي كان ينشرها الإنجليز في مضيق دوفر وبحر الشمال كلما أرادت الوصول إلى قواعدها على الساحل الألماني. فللإنجليز الآن إذا ما حاولوا تضييق الخناق على الغواصات الألمانية يجب عليهم أن يبذروا حقول الألغام على طول الساحل الأوربي، وهذا يعد من أصعب الأمور وأشقها على الأسطول البريطاني نظراً لوقوع هذه السواحل تحت رحمة القواعد الجوية الألمانية. كذلك فقدت بريطانيا ميزة كانت لها في الحرب الماضية وهي عدم استخدام الموانئ الأيرلندية الغربية كقواعد للسفن مما يضطر الدوريات البحرية أن تقطع للقيام بدورياتها رحلات أشق كثيراً مما كانت في الحرب ١٩١٤

وإذ كان في استيلاء ألمانيا على هذه السواحل كسب لها

وخسران لبريطانيا، فبريطانيا قد سعت من جانبها لإيجاد

وسائل تفسد على الألمان ما اكتسبوه من ميزات فزودت سفنها

بأجهزة ترشد إلى مكان الغواصات، وقذائف الأعماق التي

تتفجر تحت سطح الماء وهي تعتبر من أفتك الأسلحة

بالغواصات. وكذلك وفق الإنجليز إلى نوع جديد من السفن

يعرف باسم (الكورتيث) وهو عبارة عن مدمرة صغيرة تجمع

<<  <  ج:
ص:  >  >>