للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٣ - كليلة ودمنة]

للدكتور عبد الوهاب عزام

ص ٩٥ س ٧: (إن أرضاً يأكل جرذانها مائة منّ من حديد ليس بمستكبر لها أن تختلف بُزاتها الفيَلة)، قال الناقد الفاضل: (ابن المقفع - فيما أشعر - لا يقول هذه الكلمة، بل يقول بمستنكر). ومما يجدر ذكره أن استكبر الشيء بمعنى رآه كبيراً وعظيم عنده، قولٌ منسوب إلى الإمام ابن جنى ولم يقله عامة اللغويين. . . الخ

أقول: هذا القول جاء من كتب اللغة كثيراً منسوباً إلى ابن جنى وغير منسوب، وهو مقيس مسموع. وأرى أن (أمُستَكبر) أولى بهذا الموضوع من (مستنكر)، لأن الاستنكار أن يعدّ الأمر نُكراً، والاستكبار أن يعدّ كبيراً، ومرجع المعنى في هذه الجملة إلى أنه مستكبر للبزاة أن تختطف الفيلة لا إلى استنكار هذا. ثم استعمل كلمة (لها) دون (عليها) أقرب إلى الاستكبار. فإن جاز أن توضع مستنكر هنا فمستكبر في رأيي اقرب إلى سياق الحديث وأخصّ في المعنى.

ص ١٠٧ س ٦ (إذا جئتني يا ليل من غير نداء ولا رمى ولا شيء يرتاب به) قال الناقد: فما ذلك الرمي؟ الصواب: (ولا رمز) وأقول إن الرمي هو الصواب لأن الرمز من أغلب معانيه إشارة باليد أو غمز بالعين أو الحاجب. وهذا مما لا يبين بالليل وإنما أراد الكاتب أن ينبذ إليها شيئاً تعرف به حضوره.

ص ١١٥ س ١٣ وصفحات أخرى (رأس الخنازير وسيّد الخنازير) قال: عندي أنها رأس الخبّازين وسيد الخبّازين. واستدل ببعض النسخ. وأرى أن الخنازير أقرب إلى الصواب لأن دمنة وصف هذا الرئيس بصفات الخنازير. وليس في وصفه بأنه صاحب المائدة ما يجعله خبازاً ثم تسميه رئيس الجماعة سيدهم كما يقال سيِّد الخنازير أقرب من أن يسمى رئيس الصناع سيدهم فيقال سيد الخبازين. وقد بينت اختلاف النسخ في هذه الكلمة في التعليق الحادي عشر من باب الفحص عن أمر دمنة. وعن هذا التعليق أخذ الناقد روايات النسخ التي استدل بها. ومن غريب ما وقع في هذا النقل أني قلت في التعليق (وفي نسخة شيخو والسريانية) أعني النسخة السريانية الحديثة فقال الأستاذ في النقد: (وفي نسخة شيخو السريانية). وليس لشيخو نسخة سريانية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>