للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مصر. الأستاذ مردم بك فقد جمع إلى أدب الدرس ورقة الشاعرية النبل وأدب النفس، وهو أرفع من شغل هذا المنصب في المجمع العلمي.

(ب) كانت المحاضرة الثانية من محاضرات المجمع للأستاذ الشيخ نائب الرئيس عنوانها بـ (غريب اللغة في البرشان)، وقدم لها بكلام طويل على ضرورة التسامح في قبول الكلمات الأجنبيات التي لا ينبو عنها السمع أو يأباها الذوق. . . وهو أخذاً بذلك جعل البرشان في عنوان محاضرته. ثم فسر معنى هذه الكلمة، وقرأ ما أرسله إليه أحد أصدقائه من أخبار أهل الكتاب في القدس عنها، ويبين أنه يريد أن يجعل غريب اللغة في أسلوب يسهل على السامع أو القارئ هضمه وقبوله، كما يجعل الدواء المر ضمن (برشانة) ليسهل ابتلاعه. وقد عمد الأستاذ إلى الكلمات الغربية فنسج حولها أقاصيص صغيرة تفهم بها وتحفظ. وقد (برشن) الأستاذ عدداً من غرائب الكلمات سرت الحاضرين وأضحكتهم. وهاكم أنموذجاً منها قال الأستاذ:

(كل خبر من أخبار العرب أو لفظ من ألفاظهم له علاقة بالبحر أو بالملاحة يكون في الغالب مرورياً أو محكياً عن قبائل عرب عُمان، الساكنين على شاطئ البحر والحاذقين بصناعة البحر. غير أنهم لبعدهم عن بلاد مضر، كان لهم لهجة خاصة بهم، ويستعملون ألفاظاً من العربية لا يعرفها الحجازيون. فترى علماء اللغة إذا نقلوا كلمة من لهجتهم عبروا عنها بقولهم: إنها كلمة عمانية أو لغة عمانية. ففي المخصص (ج ٩، ص ١٤٦):

(القذف غرف الماء وصبُّه بلغة عمان). وقذاف بوزن غراب معناه الغرفة الواحدة من الماء. . .

ومن ملوك عُمان (الجَلَنْدي)، قال إنه هو الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً كما جاء في التنزيل، وقد كان ظالماً حتى ضرب بظلمه المثل قال الشاعر:

كان الجلندي ظالماً ... وأنت منه أظلم

وكان للجلندي هذا بنتُ أميرة في نسبها وأصلها، غير أنها بلهاء في تصرفها وعقلها. وكان يحمقونها، وقد اشتهرت على ألسنة اللغويين باسم (العُمانية بنت الجلندي)

ذكروا في حماقتها أنه كان لها غيلمة أي سلحفاة بحرية، أرادت يوماً أن تلهو بها فألبستها حُلي زينتها، وسرحتها تمرح في حدائق قصرها، وغفلت عنها، فهرولت الغيلمة إلى البحر

<<  <  ج:
ص:  >  >>