للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصرخون مما ترتب على تلك الحال من مآس موجعة، وظلال كبير، وينذرون المجتمع بالويل والثبور! وبجوار هؤلاء الداعين الزاعقين فريق أخر يتظاهر بالرصانة ولكنه لا يقل عنه خطراً إذ يهدئ الروع كذباً، ويطمئن النفوس عن غش وملق، ولو كشف عن نية هذا الفريق الأخير لوجدت ما يقصده هو إن الذي يفزع منه الناس اليوم سيصير في اعتقاد الجيل القادم شيئاً عادياً، لاشيء فيه، وهو تطور حقيقي في نفسية الشعوب! وليس أدل على صواب العقيدة الإسلامية وبعد نظر الإسلام من أقوال بعض أساطير أوربا ودهاقينها في كل العصور. فقديماً قال نابليون العاهل الفرنسي العظيم (إن التعليم العام لا يتفق وطبيعة المرأة لأنها لم تخلق لتعيش بين الجماهير؛ فأن الزواج وتدبير شؤون البيت هما أجمل ما تحلم به كل امرأة غير شاذة). وقال حكيم أوربي (إن أماً صالحة لخير من مائة معلم) وقال فيلسوف فرنسي (آني لا أعترض على زوجة جاري إذا رأيتها تحرق رأسها وتمزق أصابعها في الكتابة والتأليف، ولكنى لا أريد من زوجتي ألا تعرف سوى حياكة الملابس وإتقان طهي الطعام). وما أبلغ قول من قال منهم إن المرأة التي تقلد الرجال ترتكب خطأين في وقت واحد؛ فهي تزيد عدد الرجال الآثمين، وتنقص عدد النساء الصالحات!)

ومن الغريب إن وزارة المعارف تتجاهل فيما تتجاهل هذه الحقيقة؛ فهي لا تهتم بتهيئة الفتاة للقيام بوظيفتها الطبيعية اهتمامها بحشو رأسها الصغير بعلوم لا حاجة لها بها، وتجعلها مغرورة بنفسها، غير ملمة بمهمتها الأصلية وهي (البيت) أولاً وآخراً. فالفتاة التي تقتصر على التعليم الابتدائي أو الأولى لا تدري قليلاً أو كثيراً عن ذلك البيت الذي ينتظرها، والزوج الذي يحلم بها. وتشاركها في ذلك أختها التي تلج أبواب الجامعة. آما المدارس التي تلقن الفتيات التدبير المنزلي، أو الثقافة النسوية فهي قليلة، ولا توجد إلا في مدن تعد على أصابع اليد. ووزارة المعارف ترتكب بذلك، ولا شك، في حق أمهات المستقبل خطأ لا يغتفر!

٩ - ولما كان الله قد اختار لكل دين خلقاً فقد جعل خلق الإسلام الحياء. والله سبحانه وتعالى لم يفعل ذلك عبثاً، فعصمة المرأة في حيائها، وخروجها عن ذلك الحياء يكلفها الكثير من التضحيات المرة التي لا قبل لها بها. فالمرأة التي تبدو في الطريق شبه عارية، وتخالط الرجال في المجتمعات الصاخبة مخالفة للحياء وموقظة للفتنة النائمة. ومحط

<<  <  ج:
ص:  >  >>