للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالحيرة للمناذرة. وكنع: تراكم ولزق، والبيت دعاء للنعمان!

وليت شعري كم حانة كانت بتلك الدار؟! وما الغرض من تراكم المسك في تلك الحانات؟ ولم جعلوا هذا دعاء للنعمان؟ ولو كان دعاء لفصله عما قبله لاختلافهما خبراً وإنشاء، والدعاء طلب غير الحاصل ليحصل. فهل كان عسيراً على النعمان أن يشرب أي مقدار شاء من الخمر في دار تراكم المسك في حاناتها حتى يتقرب إليه النعمان بالتضرع إلى الله أن يمن عليه بذلك. إن الأقدمين فسروا الزوراء بكأس مستطيلة من الفضة، وأرى أن البيت:

وتسقى إذا ما شئت غير مصرر ... بزوراء في حافاتها المسك كانع

ويروى: في أكنافها المسك كارع

هذه مآخذي على المؤلفين في عشرين بيتاً لو كانت في المنتخب كله لعُدت كثيرة؛ فرجائي من صاحب المعالي وزير المعارف أن يضع حداً لفوضى تأليف الكتب المدرسية؛ فلا تقرر الوزارة كتاباً مهما علا شأن مؤلفه إلا بعد أن يعرض على لجنة من أساتذة دار العلوم الذين امتازوا بالتوسع في علوم اللغة العربية، ولا تقرره الوزارة إلا لمدة سنة على الأكثر.

عثمان أبو النصر

أستاذ بكلية دار العلوم سابقاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>