للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صفحة ١١ منه من ترجمته الفرنسية:

(حوالي سنة ١٨٧٣ حيث كان المذهب المادي بالغاً أوج سطوته على العقول، اجتمع ثلة من الأصحاب في كمبردج وأجمعوا على أن هذه المسألة المتنازع فيها (يريد مسألة عالم ما فوق الطبيعة) تستحق التفاتاً وجهداً جدياً أكثر مما عولجت بهما إلى ذلك الحين. . . وكنت مقتنعاً بأنه لو أمكنت معرفة شيء من ذلك العالم على أسلوب يمكن أن يقبله العلم ويحفظه، فلا يكون ذلك بالتنقيب في الأساطير القديمة، ولا بوسيلة التأمل فيما فوق الطبيعة، ولكن بواسطة التجربة والمشاهدة، وبتطبيقنا على الظواهر التي تحدث بيننا وحولنا أساليب المباحث المضبوطة المنزهة عن الأغراض، التي نحن مدينون لها بمعارفنا عن العالم المرئي المحسوس. ومباحثنا في هذا السبيل يجب أن تكون مؤسسة على هذه القضية وهي: (إذا كان يوجد عالم روحاني، وكان قابلاً لأن يدل على وجوده في أي معهد كان، فيجب أن يكون كذلك في أيامنا هذه)

(فمن هذه الناحية، وبالأحرى على هذه الاعتبارات واجهت الجمعية التي أنا عضو منها هذه المسألة) اهـ

وقد مضت بعد هذا القول عشرات السنين وحدثت فيها بحوث عملية دونت في مئات من الكتب والرسائل، تبين منها أن العلم حيال حقيقة ثابتة مؤيدة بالدليل المحسوس الذي لا يمكن التماري فيه حتى قال العلامة الفلكي الكبير (كاميل فلاريون) في كتابه القوي (الطبيعة المجهولة).

(إني كلما أفكر في هذا الأمر أدهش من أن دهماء الناس لا يزالون يجهلون هذه المسائل كل الجهل، على حين أنه قد عرفها ودرسها وقدرها حق تقديرها وسجلها منذ سنين، جميع الذين تتبعوا حركتها بكل نزاهة في مدى هذا العهد الأخير

وقال: (إن المشاهدات الحسية تثبت وجود عالم روحاني محقق كتحقق العالم المادي المدرك بحواسنا الخمس)

نقول وقد قررت جامعات أمريكية دراسة هذا البحث، وجعلت له أخيراً جامعتا كمبردج وأكسفورد مقعدين رسميين له

كيف تحمي المسلمين من ضلالات المذهب المادي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>