للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بقلوب النساء؟!

وماذا كانت صناعة محمد قبل أن يكون نبياً؟

كان تاجراً، والتجارة هي المختبرَ الصادق لأخلاق الرجال، وقد جاز الاختبار بنجاحٍ مرموق.

وماذا كانت صناعة محمد بعد أن صار نبياً؟

أظنه قال: (جُعِل رزقي تحت ظل رمحي)

ومعنى هذا أنه صار فارساً يعيش مما تغلّ الرماح والسيوف، وذلك أكرم أنواع العيش، وما يليق بنبي أن يكون عالة على الأتباع، ولو كانوا من شرفاء الأغنياء.

وإقبال محمد على الزواج صار نبياً مدنياً، وصار مسئولاً عن الاتصال بالمجتمع صلة معاشية، بعد أن اتصل به صلة روحية. ومن المؤكد أن صنيعه هذا قوبل في عصره باندهاش، واستغراب، لأنه كان (بدعة) في عوف رجال الدين، ولأنه كان اعترافاً صريحاً بان (الدنيا) مطلبٌ لا يعيب من يتجه إليه من الأنبياء

والذي يراجع الأصول الأولى من الدين الإسلامي - وهي الأصول التي سبقت التفريع والتشقيق - يروعه أن يرى الإسلام يقتصد في شرح معاملة الإنسان مع الله، ويهوله أن يراه بطنب في شرح المعاملات مع الناس.

فما معنى ذلك؟

معناه أن الإسلام يمزج بين هذين المطلبين، ومعناه أن حسن المعاملة مع الناس هو المظهر الصادق للخوف من الآثام والشبهات، وبدون الصدق في هذه المعاملة لا ينتفع المؤمن بصلاة ولا صيام، والله يتسامح في حقوقه ولكنه لا يتسامح في حقوق الناس.

ومن أعجب العجب أن نرى القرآن ينطق السابقين من الأنبياء بأقوال ينكرها بعض أتباع الأنبياء.

فما تأويل هذا المنطق؟

التأويل سهل، فالقرآن ينزه جميع الأنبياء عن أوهام الأتباع والأشياع، وما تحدث القرآن عن نبيّ إلا عرفنا أن الدعوات الصوادق لا تسلم من التصحيف والتحريف.

وبقليل من التأمل ندرك أن ذلك ليس من الغرائب، فوضوح النصوص الدولية لهذا العهد

<<  <  ج:
ص:  >  >>