للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العظيم. أما كلمة اجيبتوس فلا يزال تدل عليه اصلها موضع التخمين والاستنساج، ولم يستطع أحد أن يقطع فيه برأي. وقد رأيت هذه الكلمة في الأوديسة تشير تارة إلى مصر والمصريين، وتارة أخرى إلى نهر مصر أي النيل؛ وقد أطلق فيما بعد على هذا النهر اسم نيلوس وأصله مجهول أيضاً

وهناك رأي يقول أن لفظة إجيبتوس أصلها مصري. ويحاول هذا الرأي أن يرجع هذه التسمية إلى (هاكابتاح - أو (هاكوبتاح وهو الاسم المقدس لمدينة منف في عهد مينا ومعناه (مكان عبادة بتاح) إذ كان بتاح يعبد في هذه المدينة

وأذكر أني قرأت في كتاب أو مقالة أن هاكابتاح ورد في نص من النصوص القديمة بمعنى مصر، لا مدينة منف، وإن هذه الكلمة نقلها الفينيقيون إلى اليونان فجعلوا منها إيجبتوس. ولو صح ذلك لكان مؤيداً للرأي السابق.

وهناك رأي للدكتور أبات باشا ورد في كتابه مصريات: في فصل أفرده لكلمة إيجيبت تحت عنوان: ' يخالف فيه الرأي السابق ويرجعه إلى العالم بروكش إذ يرى أن اليونان انتشروا في مصر في وقت قريب فتر فيه نفوذ مدينة منف العاصمة وعبادة بتاح المعبود، وقوى سلطان مدينة وقد شاركت مدينة فقط مدينة طيبة في علو الشأن وذيوع الصيت لموقعها على طريق البحر الأحمر ومحاجر وقد لعبت هذه المدينة دوراً كبيراً، وأصبحت مركز التجارة بين مصر وبلاد العرب والهند. ولابد أن اليونان الذين جذبتهم روح التجارة إلى (كيمي) أولاً انتشروا في منطقة فقط وجعلوا من اسمها اسما عامة لمصر فقالوا إجيبتوس أي بلد كبتوس. ويحتمل أن يكون أصل القبط من ذلك. وهكذا إجيبتوس فيما بعد محل كيمي التي اقتصر على نقشها في الآثار

وكثيراً ما أشارت النصوص القديمة إلى الصعيد باسم وقد ذكر العالم لبسيوس عند الكلام على مصادر الذهب: ذهب الحبشة وذهب بلد كبتوس (وقد يكون أصل تسمية بلاد النوبة بوجود الذهب بها فكلمة تعني الذهب). كما أنه ورد في حجر رشيد كلمتا الواحد ترجمة للأخرى

وإذن تكون أرض فقط، وقد يكون اليونان قد وضعوا مكان الفرعونية، الموصول الحرفي اليوناني الذي يدخل على الكلمة لتوضيحها أو للدلالة على صدارة الشيء

<<  <  ج:
ص:  >  >>