للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبداً أحترم الطبيعة البدائية كما يحترم الأطفال كبار القوم. . .

أبداً أسير إلى الأمام وعيني إلى الوراء، حتى لا أضيع طريق العودة إلى أحضان أمي. . .

لي ذهن سحري يزوي لي الأيام الماضية ويحضرها لأعيش فيها فترات ثم يردها إلى مكانها من التاريخ. . .

أسير وفي يدي مهدي الذي ولدت فيه، حتى أصل إلى اللحد الموعود لأراهما معاً يتقابلان. . .

أحتفظ دائماً بوجهي أمي وأبي حين رأيتهما لأول مرة بين الشباب والكهولة من عمرهما. . . ولن أنسى هاتين الصورتين حتى أرى وجه الموت. . . فأقابل بين الثلاثة؟

ولدت في غيبوبة. . . فهل أموت في غيبوبة؟

١٢ - حماية الطفولة

الطفولة هي موضع عناية الله. . . ألا ترونه يضم كل جنين أو صغير ناشئ بحنان ويشق له بيده طريق الحياة!

فمواضع يده اليقظة الرفيقة هي البراعم المتفتحة والمناطق النامية تلففها بأقمطة وأربطة، وترصد حولها حراساً من الأشواك والمرارة والمواد قاتلة المكروبات والحشرات

إنها تستكثر من البويضات وجراثيم الحياة وتخرجه بالملايين التي تعجز قوى الإفناء عن إتلافها جميعاً لتسلم الحياة وتدوم الأنواع.

إنها تحب ذلك العالم الجميل البريء الذي لم يقبح ولم يتدنس ولم تحتله بعد قوى الشر.

إنهم يدخلون باسمين للنور والطعام واللعب يسألون عن كل شيء

الشمس لهم المرعى والليل، ولهم السعي والعمل والحب في منطقة الخديعة من قلوب الأمهات والأباء

حملان وجراء وأشبال وأفراخ وبراعم وأطفال. أولئك هم الأصدقاء السائرون معاً في وكبةٍ من مواكب الحياة. . .

١٣ - الدوام

هل رأيت الدنيا تخلو يوماً من أشيائها؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>