للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حاجتنا إلى معهد أثنولوجي]

بجامعة فؤاد الأول

للأستاذ محمد جلال عبد الحميد

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

٢ - كيف نبتدئ في تكوين المعهد الأثنولوجي؟

قد يبدو غريباً أن نطالب الحكومة بإنشاء مؤسسة علمية جديدة بجامعة فؤاد الأول في هذا الوقت وخصوصاً وقد أصبح من المتعذر استدعاء العلماء الأخصائيين من أوربا وغيرها، وأنه أصبح من الصعب أيضاً توفير المال اللازم لتنفيذ مثل هذا المشروع، ولكنا إذا توسعنا في التفكير والبحث عن أقرب الطرق وأسهلها مع توخينا البساطة في التنفيذ ظهر لنا الأمر على عكس ما كنا نتوهم

من حيث هيئة التدريس وتكوين أعضائها فإن من السهل انتداب بعض الأساتذة من كليات جامعة فؤاد الأول وغيرها من المؤسسات العلمية بمصر. ففي كلية العلوم مثلاً يمكن استدعاء أستاذي البيولوجيا والفزيولوجيا لمعالجة هاتين المادتين بالمعهد؛ وكذلك يمكن انتداب أستاذ علم التشريح من كلية الطب لمعالجة مسائل الجنس البشري. ومن السهل أيضاً أن يقوم أساتذة علم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا واللغات لمعالجة المسائل الاجتماعية وأثر البيئة الجغرافية في تحديد النشاط المادي والروحي للجماعات البشرية المحدودة المدنية؛ ثم البحث عن معالم مدنياتها وآثار ما قبل التاريخ في الجهات التي تسكنها

فكما نشاهد فيما بعد أن المواد الرئيسية التي يتكون منها علم الأثنولوجيا هي ضمن اختصاص جماعة من العلماء لهم معاملهم وتجاربهم وأوضاع بحوثهم المستقلة. ولما كان الغرض الأول من معالجة تلك المواد بمعهد الأثنولوجيا هو رسم صورة عامة للتكوين الاجتماعي والأسس الدينية والأوضاع الاقتصادية، وتحديد المميزات الرئيسية للأجناس البشرية المحدودة المدنية؛ فليس من الصعب أن نبدأ من الآن فنعمل على إنشاء معهد للبحوث الأثنولوجية وأن تكون هيئة التدريس فيه من الأساتذة المصريين والأجانب الموجودين بمصر الآن

<<  <  ج:
ص:  >  >>