للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من أدب القرن التاسع]

كتاب (سحر العيون)

للأستاذ أحمد يوسف نجاتي

كنت منذ حين قرأت حديثاً للأستاذ أحمد بك أمين يعرض فيه (كتاب سحر العيون) عرضاً شائقاً - والكتاب مطبوع قديماً بدون أن يذكر في أوله اسم مؤلفه - ورأيت الأستاذ يقول في هذا المقال القيّم: من الأسف أني لم أعثر على اسم مؤلفه. ولكنه في ثنايا الكتاب يقول: (أنشدني صاحبنا الشيخ شمس الدين محمد ابن أبي بكر القادري المولود سنة ٨٢٤. فمؤلف الكتاب إذاً - من أدباء القرن التاسع الهجري - والظاهر أنه مصري لأنه يروى لنا في ثنايا الكتاب أحداثاً مصرية وأمثال عامية مصرية)

فأسفت لأسف الأستاذ، وأردت أن أكتب ترجمة طويلة لهذا المؤلف تكشف الحجاب عنه، وأن أعرض ما أعرفه من مصنفاته عرضاً دقيقاً وأحلله تحليلاً أدبياً مسهباً. ولكن عدت دون ذلك عوادٍ صارفة لا قبل لي بها، وحالت دونه عوائق شاغلة لم يكن أمر نفسي معها بيدي. وطال الأمد على ذلك حتى أنسيت ما كنت قد عزمت عليه؛ وشغلتني أعمالي الكثيرة بغيره، إلى أن سألني اليوم أحد الطلبة الأدباء عن مؤلف هذا الكتاب؛ فذكرني بما كنت قد نسيته؛ ورأيت أن أنتهز هذه الفرصة السانحة فأسعف طلبته بهذه الكلمة الموجزة التي أحررها على عجل. وفي العزم إن شاء الله أن أَبسط القول في ترجمة هذا الأديب وترجمة شيوخه وأصحابه ومعاصريه الذين تربطهم به صلة وثيقة كان لها أثر بين في أدبه؛ وأن أطيل الكلام في الأدب المصري والشامي في عصر المماليك عامة وفي القرن التاسع خاصة. وأرجو أن تفسح لي مجلة (الرسالة) الغراء صدرها فعهدي بها مجلة الأدب الرفيع وحلبة ميدانه الذي تجول فيه أقلام فرسانه من الكرام الكاتبين

١ - لقد دل مؤلف (سحر العيون) على نفسه في نحو عشرين صفحة من كتابه، ونادى باسمه (البدري) فيه كثيراً حتى بحّ صوته. وكأني به في ص ١٨٨ قال: (من عرفني فقد اكتفى، ومن لم يعرفني فأنا جامعه البدري عفي عنه، مولده في عشية الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول من شهور سنة سبع وأربعين وثمانمائة) وسنعرض بعد لسائر الصفحات التي صرح فيها باسمه، ونتناول شعره فيها وفي غيرها بالنقد والتحليل

<<  <  ج:
ص:  >  >>