للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هل فكرنا في المستقبل؟!]

للأستاذ عبد السلام المنياوي

يسألني كثير من الناس: لماذا تعيش في عزلة عن دولة الأقلام؟ ولماذا تقنع بالصمت عن رسالة الدعوة؟ ولماذا لا يرتفع صوتك في مجال الإصلاح والتفكير؟

أطيل الوقفة إزاء هذه الأسئلة، ويمتد بي التفكير أمام هذا الغرض، لا بحثاً عن الجواب ولا تلمساً للسبب، ولكن ألمح في سرعة صور هذا المحيط الذي نعيش فيه، وأتمثل في إنصاف نفثات هذه القلوب المؤمنة في سبيل الدين والوطن والحياة العزيزة

أجل أطيل النظر والاستعراض ثم. . . أجيب ولكن إجابة الآسف الملتاع وأخشى أن أقول إجابة اليائس المتشائم، ذلكم لأنني أعتقد أن القلم يجب أن يستريح حيثما يكون تعبه هباء، وأن الدعوة يجب ألا توجه حيثما لا تكون إلا في الهواء، وأن الإصلاح يجب أن ينادي به حيثما يهيأ الجو ويوجد الرجال!

فهل تهيأت القلوب للاستماع؟ وهل آن للضمائر أن تنصت؟ وهل بين المقتنعين من بيده التنفيذ؟ إنا لنلتهب حماسة إلى خير هذا الوطن العزيز، وتنفطر قلوبنا أسى عند ما نذكر هذه المخزيات المصرية، ونرجو في تلهف وطماعية أن تقر عيوننا حيناً من الدهر بما ينال هذا الشعب المجيد، ونهتف من أعماقنا مع أستاذنا المراغي في عقيدة وإيمان: لابد من دين الله لدنيا الناس، كما نضم صوتنا في حرارة وإخلاص إلى الأستاذ الزيات إذ يقول: لابد للإسلام من مؤتمر. . . لسنا صادرين في هذا عن عصبية ولا جمود بل هي عقيدة الفطرة ونطق الواقع وشهادة الأعداء، وإنه ليمتزج بأفكارنا ونفوسنا امتزاجاً أن هذا العالم صائر يوماً لا محالة طوعاً أو كرهاَ أو طبيعة إلى هذا الهدى الإلهي الحكيم. . .

ولكن دين الله ومؤتمر الإسلام لابد أن نمتلئ بهما نحن المسلمين! ولابد أن نجاهد من أجلهما عواطف الزعماء! ولابد أن نمكِّن لهما في قلوب الشباب! نعم لابد أن نمتلئ وأن نجاهد ونمكن حتى نفيض على هذه الدنيا بما في حيازتنا من كنوز طالما أغرونا بأن نستبدلها بزيفهم، ونعيد إليهم باطلهم بعد ما نكون قد محوناه بحقنا الخالد، وندفع بالتي هي أحسن السيئة حتى يدركوا وضع الشرق والغرب ويقروا على رغمهم بزعامة الإسلام والمسلمين

<<  <  ج:
ص:  >  >>