للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عاكفة على الرحيق، تلسع أحياناً وتغسل دائماً؛ وهي في لسعها وعَسلها تدافع عن الخير وتنتج الخير

(مأساة فرنسا) هي كما قال الأستاذ الصاوي وثائق (يمكن مع التسامح أن تعد شبه دائرة معارف شائقة لهذه الحرب، تشمل الحوادث الطريفة والأسرار الخفية التي لا تنشرها الصحف من حربية وسياسية واقتصادية ونفسية - إلى أعمال الجاسوسية والدسائس والمنافع والفتن التي تهدم البلدان من الداخل - معروضة بطريقة نزيهة واقعية. وهي ملخصات كتب شهود عدول من أعظم كتاب العالم)

وذلك هو الوضع الصحيح لموضوع هذا الكتاب؛ أما أسلوبه ومعرضه وشكله فتمثيل وتفصيل لما ذكرناه وأجملناه في صدر هذه الكلمة.

الزيات

بين ديكارت وابن يعيش

نعلم كيف أثبت ديكارت وجود نفسه، فقد قال: أنا أشك فأنا أفكر، فأنا إذن موجود.

وبالأمس كنت أقرأ في شرح ابن يعيش على مفصّل الزمخشري فوقفت فيه على قوله: (. . . ألا ترى أنك إذا قلت: عدمتُني، فمعناه علمتُني غيَر موجود. ومحال أن تعلم شيئاً وأنت غير موجود، لأنك إذا علمت كنت موجوداً، وصحته على الاستعارة) ص٨٨ ج ٧ ط المنيرية (ولا طبعة مصرية غيرها فيما أعلم).

فأنت ترى أن ابن يعيش المتوفى سنة ٦٤٣ هـ سبق ديكارت الذي عاش في النصف الأول من القرن السابع عشر (١٥٩٦ - ١٦٥٠) إلى الشعور بالفكرة التي قام عليها عمود من أعمدة فلسفة أبي الفلسفة الحديثة.

سبق أبنُ يعيش ديكارت إلى الشعور بهذه الفكرة، ولكن ديكارت جاء بعد ذلك فصاغها في منهج فلسفي متين، فكان هذا الفرق بينهما.

أفلا يوحي هذا بالا نتهم الشرق بقصور عقله وألا نغالي في تمجيد عقل الغرب؟

المنهج وحده هو الذي ينقص الشرق.

السيد يعقوب بكر

<<  <  ج:
ص:  >  >>