للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ما فعل صاحب المصباح وهو ليس حجة يعتمد على لغته الفصحى لأن لغته عربية فقهية وهي عثرة في طريق المحققين: شبه محزن من تراب أو خشب توضع فيه الحنطة ونحوها (معرَّب) وفي المصباح: (ويطلق على الخزانة الصغيرة)

وقال صاحب البستان: الكندوج (وضم الأول أيضاً): شبه مخزن من تراب أو خشب تحتكر فيه الحنطة دخيل (٥ - قلنا وقوله: نحتكر تغيير لقول الشرثوني (توضع فيه) وهذا هو الصواب لأن الغاية من وضعه في الكندوج حفظه من الآفات الجوية لا الاحتكار وهذا وهم منه، فأراد أن يغير عبارة الشرثوني في نصها ويحسنها ليبين تفوقه عليه أو اختلافه عنه فاضر نفسه إذ لم يخف على أحد نقله وفساد معناه.

وورد في معنى مخزن الطعام في الكردية: جال وجالو وجاله. ونكتفي بهذا القدر.

٥ - المطمورة بمعنى مخزن الطعام

نظن أننا وفينا موضوع (السيرة) و (والسير) حقه من البحث. بقى علينا أن نعالج موضوع (المطمورة) وقبل أن نعرفها، نقول للواقفين على مقالنا هذا: إن المطمورة وردت بمعنيين: معنى ذكرته كتب اللغة ومعنى أهملته، فنبدأ بذكر الأول فنقول:

المطمورة على ما ورد في القاموس: (الحفيرة تحت الأرض) وزاد في التاج: يوسع أسافلها، تخبأ فيها الحبوب. والجمع المطامير: وطمرتها أنا: (ملأتها) - والكلمة قديمة في لغتنا الشريفة وهي في العراق من أقدم الألفاظ على ما نعهد. وقد ذكرها الليث في عينه فقال: (المطمورة: حفرة يطمر فيها الطعام أي يخبأ (ج) مطامير. وكل من جاء بعد الليث وألف كتاباً في اللغة نقل هذه العبارة ولم يعزها إلى قائلها الأول وهي نفس العبارة التي أخذها عنه الزمخشري في كتابه (مقدمة الأدب) في ص٢٣ من نسخته المطبوعة وهذا نصها: (المطمورة: جاء. غلًّه وفي النسخة المحفوظة في الخزانة البدليانية في مدينة اكسونية زيادة هي: المطمورة حفرة يطمر فيها الطعام أي يخبأ. ج: مطامير) ٥١

وأهل العراقُ يُسمون بالمطمورة كل ما يتخذ لحفظ الطعام فيه، إن كان في بطن الأرض، وإن كان على وجهها، فهي كاللفظة الإفرنجية تتخذ للدلالة على المعنيين أي بمعنى السرداب في بطن الأرض والمخزن الذي يبنى على ظهرها. وهي عامة الاستعمال في شمال العراق إلى جنوبيه، ولا ينطقون بغيره، فإذا كان لحفظ الغلة في بطن الأرض كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>