للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ورابعاً أن الهرى يقابل الإفرنجية والإنكليزية فهو إذن غير المطمورة.

خامساً أن الهرى ليست عربية بل لاتينية ومعناها كما هو في العربية أي البيت الكبير يجمع فيه طعام السلطان فليست أذن في المطمورة وهل نبدل الصحيح الفصيح بالدخيل القبيح؟ وقد ذكرنا سابقاً ما يقابل مخزن الطعام في الأرض في الفارسية والتركية والكردية. وأما في الإرمية (السريانية والكلدانية) فالمطمورة تسمى (مطمورتا) وتجمع على (مطمورياتا) كما هو مدون في معاجمهم المعتمدة ومعناها المخبأة أيضاً

٨ - خلاصة هذه المقالة وزبدتها

خلاصة هذه المقالة وزبدتها: أن اللفظ الغربية (سيلو من أصل عربي هو (سير) بالفتح، أو (سير) بالكسر، ثم نقل إلى الأوربية باللام، على لغة كانت لبعض قدماء العرب ينطقون بالراء لاماً في كثير من الألفاظ. ولا نزال نسمع مثل هذا الإبدال إلى عهدنا هذا، ولاسيما في ديار العراق

ولقد وجدنا أحسن لفضة تستعمل اليوم بمعناها هي (المطمورة) لأنها خالية من معنى ثان يشوهها، ولأنها عربية صميم لا غبار عليها ولأنها مستعملة في العراق منذ عهد العباسيين، بل قبل وجودهم فيه، ولان كل كلمة سواها كثيرة المعاني تفسد المعنى الرئيسي الأصيل، ولأن (الصومعه) وجمعها (صوامع) لا ينجلي لأبصار الأدباء إلا بمعنى مسكن الراهب أو ما يشبهه. فما بقي علينا إلا أن نتبع الفصيح الممتنع الذي قاوم الأدهار، وصبر على فساد الأشرار، وبلغ إلينا سالماً من كل الأخطار!

(بغداد)

الأب انستاس ماري الكرملي

<<  <  ج:
ص:  >  >>