للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمن رسالة الحج

طلبت إلى الأستاذ حافظ عامر بك أن يكشف الغموض الذي ضربه بعضهم حول بعضهم حول تأليفه (رسالة الحج) فقال:

أتيح لي أن أؤدي فريضة الحج أيام كنت سفير مصر في جدة

عام ١٩٣١١٩٣٥ فجمعتني المناسبات بالفيلسوف الهندي الشيخ

عبيد الله السندي ومريده الدكتور سيد فيروز زيدي فتحدثت

إليهما عن أسرار الحج وفلسفته حديثاً حرصاً على حفظه لما

له من الأهمية

ولقد نعيت فيه على قادة الرأي الإسلامي إهمالهم قاعدة إسلامية أساسية ألا وهي حج بيت الله الحرام. ثم انفض موسم الحج وأخذت طريقي إلى جدة مقر عملي الرسمي في القنصلية المصرية. وما كاد يستقر بي المقام حتى لحق بي الدكتور فيروز زيدي موفداً من قبل أستاذه الشيخ السندي لأخذ مذكرات لشتى أحاديثي عن الشئون الإسلامية عامة ورسالة الحج خاصة، ولم يكن لدي من الأحاديث المدونة غير نقاط دونتها في مذكرتي، فاستبقيت الدكتور فيروز حتى أتممت له رسالة في أسرار الحج وفلسفته، وطلبت من الدكتور أن يكتب ما أمليته عليه من صورتين بالآلة الكاتبة، وأخذ الدكتور صورة للأستاذ الفيلسوف الهندي واحتفظ بالصورة الأصلية. ثم سافر الدكتور فيروز وهو يقول: (لقد أهديت إلى يا سيدي كنزاً ثميناً من التعاليم السامية التي لا تشترى بالذهب وهديتني بتوفيق الله ووجهتني توجيهاً صحيحاً نحو الإسلام الخالد الصالح لكل زمان ومكان)

وحدث أن زار حافظ بك مصر وطنه فانتهز هذه الفرصة لطبع الرسالة ونشرها في العالم الإسلامي وكذلك فعل فكانت الطبعة الأولى من رسالة الحج، ولقد كان نصيب الشيخ عبد الوهاب الدهلوي من رسالة الحج لحافظ بك أن أهديت إليه نسخة من الطبعة الأولى في أثناء تجواله ببغداد، فهل ترد الهدية بعد بضع سنين بالتجني على مهديها؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>