للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ألكم خصومٌ أموات كالخصوم الذين نعرف، أيها القضاة المحترمون؟

يخاصمكم من يخاصم وهو مدَّرع بعلوم الشرائع؛ ويخاصمنا من يخاصم وهو (لِبلاب) يعتصم بهذا الجِذع أو ذاك

أما بعد فهذه كلمة أردنا بها وجه الحق في إعزاز الأدب الرفيع، ومن موجبات الفوز أن يكون الطرف الثاني في القضية هم رجال العدل، وعليهم نعوِّل في تأييد ما قدمناه من البينات، ومنهم ننتظر إنصاف الأدب من القضاء

مضت أزمان وأزمان والأدب في محنة بسبب تخلف أهله عن الميادين الرسمية، أو بسبب تودد أهله إلى الميادين الرسمية، فمن واجبنا اليوم أن نرفع راية الأستقلال، وأن نعتزّ بالقلم الذي أقسم به ذو العرش المجيد

تستطيع كل أمة أن تخلق من الطبقات ما تشاء، ولكن الأمم مجتمعةً تعجز عن خلق أديب واحد، لأن الأدب منحة ربانية تفوق هبات الممالك والشعوب

فمن طاب له أن يمنّ علينا بأنه هجر من أجل الأدب هذه الطبقة أو تلك، فليعرف اليوم أننا أصحاب الحق في أن نمنّ على من نمنحه متفضلين لقب الزميل، أو لقب المُريد

الأدب شريعة من الشرائع، ومن واجب كل شريعة أن تنفي من يؤمن بها على حَرف

وصدق الله العظيم حين قال (وما على الرسول إلا البلاغ)

زكي مبارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>