للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينبغي للأديب الفاضل على أي حال مقابلة القبيح بالقبيح، بل يجب عليه المضي قدماً في سبيل نثر الجميل النبيل من المشاعر في كل القلوب!). . . إنما الذي خيَّب أملي فيك هو أني رأيتك قد حدت قليلاً عن رسالتك في (الرسالة)، وفي هذا خطر على شرف الغاية التي عاهدت نفسك والناس عليها. . . قد أغتفر لك أهدارك حق الصداقة والزمالة؛ أما هذه، فلا. . . هنا ونفترق. . . وليكن اليوم آخر عهدي بك و (بالرسالة) والأدباء. . . لن أكتب شيئاً لك، ولن أذكر بعد اليوم أديباً بخير ولا بشر. . . سأصمت عن أشخاصهم صمت القبر، لأنصرف إلى الإنتاج وحده من حيث هو إنتاج، ماضياً في إصدار كتبي لقرائي الأوفياء. . . فلا حلم في صفاء، ولا أمل في مودة بين أدباء. على أني قبل ذلك أحب أن أنوه بحق لك عندي وفضل لا أود أن أنساه: لست أعني الآن فضل (الرسالة) المعروف في شهرتي الأدبية، بل فضلاً آخر لعلك تجهله أنت حتى الساعة: أتذكر يوم أعلنت إليَّ عزمك على إصدار مجلة (الرواية) واعتمادك عليّ فيها كل الأعتماد؟ لقد كنت أنت الذي اقترح عليّ فكرة تدوين ذكرياتي المنسية عن عهد اشتغالي بالقضاء، فخرج كتاب (يوميات نائب في الأرياف). ربما لولاك ما أتجه ذهني إلى هذا الأمر، ولضاعت إلى الأبد معالم تلك الأيام. . . أسجل لك مع الشكر هذا الصنيع، وليشكرك عليه كل من أحب هذا الأثر، واستودعك الله. . .

توفيق الحكيم

(الرسالة):

جوابنا عن رسالة الصديق العزيز في العدد القادم

التاريخ وشعر الملوك

لم يأت الأستاذ الفاضل عبد الله مخلص بما ينفي الشك فيما يتعلق بشعر السلطان سليم؛ وقد اتضح الآن أن بيتَيْ المعرِّي (المُلك لله من يظفر بنيل غنىً. . . الخ) منسوبان خطأ إلى السلطان سليم في الكتب الأربعة التالية:

١ - الإعلام لقطب الدين الحنفي

٢ - أخبار الدول للقرماني

<<  <  ج:
ص:  >  >>