للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

أزمة المجلات الأدبية - خطر العلانية على الأدب الصحيح -

أين الأمة العربية - خطاب جميل - الجيش المرابط في

الميادين الفكرية

أزمة المجلات الأدبية

إنشاء مجلة في مصر أو في غير مصر عمل لا يعرفه إلا من يعانيه، وتزيد متاعب هذا العمل إذا أريد أن تكون المجلة مقصورة على الأدب الصِّرف، بحيث لا تكون لها موارد غير عواطف القراء، والقارئ لا يدفع قرشاً في مجلة أدبية إلا إذا وثق بأنه من الغانمين، ولا تظفر المجلة بثقة القارئ إلا بعد جهود تفر من حملها الجبال

وقد كنت فيما سلف من الأيام أثني على حصافة الأستاذ الزيات، كنت أقول إن العقل هداه إلى أن الضمير المصري لا بدَّ له من مجلة لا تهتم بغير الأدب الصِّرف، ولا تقبل مواجهة الجمهور بغير الفِكر المُشرِق في الأسلوب الجميل

ثم جدَّت شواهد أقنعتني بأن روح التضحية هو الأصل في إنشاء المجلة الأدبية، وإن كان الله عزّ شأنه تفضّل فجعل (الرسالة) مصدر خير لصديقنا الزيات، فقد قيل - ولله الحمد - إنها صيرته من الأغنياء بدليل سيطرته على بعض الشواطئ من (بحر شبين) وهو النهر الذي يسقي سنتريس!

فيا ساكني أكناف دجلة كلكم ... إلى القلب من أجل الحبيب حبيبُ

يكون أُجاجاً دونكم فإذا انتهى ... إليكم تَلقَّى طيبكم فيطيبُ

ومع هذا فأنا أشعر بقيمة التضحية حين أكتفي بالكتابة في الشؤون الأدبية، ولتفصيل هذه اللمحة أذكر النكتة الآتية:

فلانٌ رجلٌ كريمٌ جدّاً، وهو حين يراني يطيب له أن يحييني فيقول: (لقد قرأت مقالك في مجلة الرسالة)

واكن هذا الرجل الكريم لا يُلقي هذه التحية إلا بلهجة المتصدِّق!

<<  <  ج:
ص:  >  >>