للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

انتخاب بطرك الأقباط - أسئلة وأجوبة توضح المشكلة القبطية

- بين الصنعة والطبع - موقعة العلمين - اختيار لون الموت

يدل على حيوية الذوق

انتخاب بطرك الأقباط

البطريرك كلمة يونانية الأصل، أو لاتينية الأصل. ومن الطريف أن نذكر أن كازيميرسكي يجعل البطريق (بالقاف) من اللاتينية، ويجعل البطرك (بالكاف) من اليونانية، برغم تقارب مدلول الكلمتين. وأنا أترك تحقيق هذه المسألة لحضرة الباحث المفضال الأب أنستاس، فهو بها من الخبراء.

والذي يهمني هو أن أشرح لقراء الرسالة مشكلة تثور اليوم في البيئات القبطية، وشرحها لا يخلو من نفع، لأنها تنطوي على دقائق اجتماعية وأخلاقية، ولأن من الخير أن يعرف قراء المجلات الأسبوعية حقيقة ما يُنشر بلا شرح في الجرائد اليومية. فإن وقع في كلامي شيء من الخطأ فليتفضل بتصحيحه أحد المطّلعين من أفاضل الأقباط.

وأواجه الغرض فأقول: الأصل أن يُنتخَب البطرك من الرهبان، وقد سارت الأمور على هذا الأصل في جميع العصور الخوالي، ثم انحرفت عند انتخاب البطرك السابق، فقد انتُخب وهو مطران، وبانتخابه على ذلك الوصف ضاع أعظم حق من حقوق الرهبان.

والذين قرءوا ما نشره سعادة الأستاذ توفيق باشا دوس في جريدة لابورس يدركون أن المشكلة ستثار من جديد، مشكلة المفاضلة بين الراهب والمطران في انتخاب الرئيس الديني للأقباط. . . فما حجج الفريقين؟

حجة القائلين بأن يُنتخب البطرك من الرهبان تقوم على أساس متين، وهو سلامة الانتخاب من المؤثرات المالية، لأن الرهبان لا يملكون شيئاً على الإطلاق، فمن المستحيل أن يشتروا أصوات الناخبين، وإذن يكون مرجع المفاضلة بين راهب وراهب هو الشهرة بالتقوى والورع والقنوت.

<<  <  ج:
ص:  >  >>