للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وحجة القائلين بأن ينتخب البطرك من المطارنة تقوم أيضاً على أساس، فهم يرون أن المطارنة قد يعرفون من شؤون المجتمع ما لا يعرف الرهبان، بغض النظر عن تعرّض الانتخاب لمؤثرات مالية أو اجتماعية.

وهنا يسأل القارئ عن المصادر التي تجعل المطارنة أغنياء، بحيث يتناضلون بالقُوى المالية عند الانتخاب.

ونجيب بأن البلاد المصرية من الوجهة القبطية مقسَّمة إلى أبرشيات (والأبرشية كلمة يونانية معناها الإقليم) ولكل أبرشية مطران، فيقال: مطران المنوفية، ومطران البحيرة، ومطران جرجا، ومطران أسيوط، إلى آخر التقاسيم.

ولكن كيف يغتني المطران؟

يغتني من (العوائد) وهي جمع عادة، كما تُجمع حاجة على حوائج، ولك أن تجعل مفردها عائدة، إن تناسيت العُرف، وهو من أهم الأسندة اللغوية. فما تلك العوائد؟

حين يتلطف المطران بزيارة أحد البيوت يكون على أهل ذلك البيت أن يتلطفوا بتقديم (العادة) وهي مبلغ من المال يقلّ أو يكثر تبعاً لقدرة أهل البيت، فيكون جنيهاً أو جنيهين، وقد يصل إلى عشرين. ومن هذه العوائد تتكون ثروة المطران، وهي ثروة مستورة لا تتعرض لرقيب ولا حسيب، وإن كان المفهوم أنها تُجمع لإسعاف المرضى ومواساة المحتاجين، وهي بالفعل مصدر خير لأولئك وهؤلاء.

بعد هذا الشرح نفهم كيف يخاف الراهب صولة المطران عند الانتخاب، فالراهب يتقدم بالدين، والمطران يتقدم بالدين والمال. وقد سمعت أن للمال سلطاناً على أصوات الناخبين، وسمعت أيضاً أنه يزيد الأتقياء جلالاً إلى جلال. وهذا وذاك يؤكدان خوف الراهب من مناضلة المطران.

أسئلة وأجوبة

س - هل من الحتم أن ينتخَب بطرك الأقباط من هيئة دينية؟

ج - يجوز انتخابه من هيئة مدنية إذا قلَّت الصلاحية لهذا المنصب في الهيئات الدينية، لأن الغرض هو إقامة راعٍ موصوف بالصدق والعدل، ولو كان من المدنيين

س - هل فكَّر أقباط مصر قبل اليوم في انتخاب بطرك من الهيئة المدنية؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>