للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ج - بعد موت البطرك الأسبق كان من بين المرشحين لهذا المنصب رجلٌ مدنيٌّ هو الأستاذ سابا حبشي؛ ويقال إنه نال كثيراً من الأصوات؛ وهذا يدل على استعداد الأقباط لتشجيع العقلية المدنية في الحياة الدينية

س - إذا توفرت الشروط في الرجل المدني، فما الواجب لإيثار الرجل الديني؟

ج - يرى الأقباط أن منصب البطرك هو مصدر الحياة للدير، فمن الخير أن تبقى لسكان الديارات آمال في السيطرة الروحية على الجمهور القبطي، وهي تُعرَّض للزعزعة إن ضاع منهم ذلك المنصب المرموق

س - وما الخطر من زعزعة مركز الدير؟

ج - الخطر عظيم، لأن الدير هو أكبر الخصائص في المسيحية؛ وضعضعة الدير تضعضع هيبة الرهبان

س - وما الموجب للإبقاء على الرهبانية؟

ج - الرهبانية مفروضة على البطرك، ولو انتُخب من بين المدنيين

س - ألا تظنَّ أن رهبنة المدنيّ أرقُّ وألطف؟

ج - أقباط مصر يقولون بغير ذلك، وهم يرون أن الرهبنة لا توصف بالرقة ولا باللطف، وإنما توصف بالتقشف والزهد والقنوت

س - هل ترى أن البطرك القادم من سجن الدير يصلح لمقابلة الوزراء والسفراء؟

ج - أقباط مصر لا يطلبون البطرك لمقابلة الوزراء والسفراء، وإنما يطلبونه لمواساة اليتامى وهداية الأشقياء، ولا يكون كذلك إلا حين تغلب عليه الهيبة الدينية

س - وإذا صَلَح الرجل المدني لتأدية هاتين الوظيفتين؟

ج - يكون أصلح الرجال على شرط أن ينتخَب من طريق لا تعترضه الشبهات

س - وما الشبهات التي تعترض ذلك الطريق؟

ج - هي الشبهات التي ألمعتُ إليها في مطلع هذا الحديث

أما بعد فهذه صورة لما يعتلج في صدور أقباط مصر بعد موت البطرك، وإني لأرجو أن يُكتب لهم التوفيق في اختيار البطرك الجديد، فهم مواطنون أعزاء، واطمئنانهم إلى رياستهم الدينية يقع من أنفسنا موقع الجذل والارتياح

<<  <  ج:
ص:  >  >>