للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إذ يعتبر المسلمون ليلة الاثنين منحوسة لأنها ليلة وفاة الرسول (صلعم): غير أن البعض يراها سعيدة للدخول بالعروس خاصة، وإن لم تعتبر موافقة لهذا الأمر بقدر ليلة الجمعة. ويعتبر البعض أيضاً اليوم التالي يوماً سعيداً والبعض الآخر يراه مشؤوماً. أما الثلاثاء فيعتقدون أنه منحوس ويسمى (يوم الدم). إذ يقال إن عدة شهداء أفاضل قتلوا في هذا اليوم، ولذلك يعتبرونه يوماً مناسباً للفصد. والأربعاء لا يدل على شيء. ويسمى الخميس (المبارك) ويستمد بركته خاصة من الليلة واليوم التاليين. ويعتبرون مساء الجمعة سعيداً جداً وخاصة للدخول بالزوجة. والجمعة أبرك الأيام إذ هو يوم الراحة عند المسلمين ويسمى (الفضيلة)، أما السبت فهو أنحس الأيام. ويرون من الخطأ العظيم أن يسافر المرء في ذلك اليوم. ويمتنع أكثرهم عن حلق الذقن أو تقليم الأظافر فيه. وكان أحد أصدقائي متردداً في رفع قضية على خصمين في مثل ذلك اليوم المنحوس. وقرر أخيراً أن ذلك اليوم هو خير أيام الأسبوع لرفع القضية، لأن النحس لا بد واقع على أحد طرفي الخصومة فقط. ولا شك أنه سيقع على خصميه لأنهما اثنان وهو واحد. وهناك أيام من السنة تعتبر ذات حظ كبير من اليمن مثل أيام العيدين الفطر والأضحى. والبعض الآخر يعتبر يوم الأربعاء من الأسبوع الأخير من شهر صفر نحساً، فيعمد الكثيرون إلى البقاء في منازلهم لاعتقادهم أن المصائب تقع على الإنسان في ذلك اليوم. ويستدل بعض الناس على الخير والشر من الأشياء التي يرونها عند خروجهم من المنزل صباحاً؛ فعلى حسبها يكون اليوم سعيداً أو نحساً. ويعتبرون الأعور علامة سوء وخاصة من فقد عينه اليسرى.

الفصل الثاني عشر

السحر والتنجيم والكيمياء

لو صدقنا ما يقصونه في مصر عادة لظهر لنا أن بهذا البلد في هذه الأيام سحرة لا يقلون مهارة عن حكماء فرعون وسحرته الذين تتحدث عنهم التوراة.

ويخلط عقلاء المصريين بين نوعين من السحر: (الروحاني) و (السيميا). والضرب الأول سحر روحي يعتقدون أنه يحدث عجائبه بفعل الملائكة والجن وأسرار بعض أسماء الله ووسائل أخرى خارقة للعادة. والضرب الآخر سحر احتيالي غير موحى به، ويعتقد أقل

<<  <  ج:
ص:  >  >>