للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهدي إلى الأستاذ محمود يوسف كتابه (الجنس الرشيق) فتوقعت أن أرى فيه دفاعاً بحق وبغير حق عن المرأة في كل حالاتها، من كاتب ضالع في الحركة النسوية اختار لأول مؤلف له هذا الاسم. إلا أني وقد قرأته رأيت أني كنت مسرفاً في سوء الظن.

لقد عرض المؤلف لكثير من المسائل المتصلة بالمرأة في حذق ومهارة وبصراحة وجرأة جعلته شديداً بحق على من أساء من الفتيات وأولياء أمورهن فهم المرأة ورسالتها، وما يجب أن تكون عليه من الآداب الرفيعة الحازمة، ولم ينسى أن يلقي التبعة في كثير من الحالات على الرجال وأشباه الرجال من الذين يغررون بالمرأة ويزجون بها في حفلات هي مزالق للرذالة زاعمين أنهم يجمعون للبر. . .

لنسمع له يقول في حفلة الطفولة المشردة الآثمة: (أفهم أن في مصر طفولة مشردة، وأفهم أنه يجب أن يعمل على إنقاذ هذه الطفولة البريئة، وأفهم أيضاً أن للمرأة نصيباً كبيراً في هذا الإنقاذ؛ ولكني لا أستطيع أن أفهم مطلقاً أن وسيلة هذا الإنقاذ تكون مساهمة للمرأة مع الرجل في التهتك العلني والدعارة الممقوتة والتبذل الخليع من سهر الليل حتى الفجر. . . كل ذلك تلقاء قروش لا تسمن الطفولة المشردة ولا تقيها من جوع. لعمري إن مثل هذه الحفلة الراقصة. . . هي ويا للأسف معمل لتفريخ طفولة مشردة. . . موعدنا منها بعد تسعة شهور من تلك الحفلة الخيرية!).

هذا الكلام الحر الجريء نجد له أمثالاً كثراً في مناسبات عديدة بالكتاب الذي يجب أن يقرأه الشبان والشابات والأزواج والآباء، على ما فيه من آراء لا أتفق مع الأستاذ الكاتب فيها. من ذلك رأيه في أن المرأة نظير الرجل في الدين والدنيا. أفي كل الشئون؟ وإن من السهل أن توفق المرأة بين عمل وتكوين أسرة، ومطالبة بحق النيابة لها.

وللأستاذ الفاضل المؤلف خالص تحياتي.

محمد يوسف موسى

المدرس بالأزهر

تأبط شرّا

كتب الأستاذ أحمد أمين في مقاله (فارس كنانة) في العدد ١٨٤ من الثقافة ما نصه: (ثم

<<  <  ج:
ص:  >  >>