للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شجون ودروس. . .]

للأستاذ إسماعيل حمدي

في مطلع العدد ٤٧١ من (الرسالة) العزيزة، وفي (شجون) قريعها الدَّارع الدكتور زكي مبارك، درس قيَّم تفضل به على من كتب في (اتجاه رجال الأدب في العصر الحديث) وأحب الدكتور أن يكون في هذا الدرس على إيجازه بلاغ لمن يتورط في الكتابة والنشر وهو مفتقر إلى محض سلامة النظر، فضلاً عن قوتها وحدتها واستوائها جميعاً

والدكتور رغم كفاية الفطنة والخبرة لديه من طول (ما ابتلى بزمانه وأهل زمانه) لا يزال - بمعجزةٍ ما - يطمع في أن يعترف متورطٌ بتورطه، أو يتعلم مخطئ من خطئه، وخاصة في هذه الديار!

لا يا سيدي، عد إلى آلاف العقائد التي لا تستطيع أن تحصيها. . . آلاف العقائد التي كونتها ولا ريب عن الناس منذ احتككت بهم، وعالجت من حقهم وباطلهم، ورشدهم وسفههم، فأنت واجد فيها ما يردك إلى اليأس المطلق من هذا الطمع الذي طمعت، إلا إذا ضربت بلا رحمة، وانهالت ضرباتك على المقاتل فوجد صريعك مسَّ الأذى وفرط الألم، وبات بين فرار الهارب وصراخ التائب، وأيهما اختار فحسبْنا لتستأنف القافلة المسير، ويبلغ الكتاب أجَلَه

نعم. فما ينبغي أن نتسلَّى بالاقتراح على أحد أن ينحني على منطقة فيضع شيئاً مكان شيء، ويتخير مادة دون مادة؛ فحسب الطفل لكي يمتلئ رأسه الضئيل بالعناد أن نقترح عليه تغيير اللعبة التي في يده؛ فإن ذلك أحرى أن يزيده تشبثاً بها وتوهماً فيها، وشروداً في أخيلته حولها

ولا نودُّ المضي إلى بعيد في العتب على الدكتور، فقد يجد الناظر إلى درسه الموجز ما يشغله بشئون أخر:

ذلك أنه يرى التودُّد إلى الجماهير تهمة ظالمة يبرأ منها كرام الرجال الذين كتبوا في الإسلام ونبيه، ويستظهر لبراءتهم بما في الدراسات الفذة التي قدموها من روح يضطرم بالشعور والذوق والإيمان وسائر الذخائر التي لم يألف تجار (الزُّيوف) أن يتعاملوا بها مع (الجمهور)

<<  <  ج:
ص:  >  >>