للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لن تنفعكم الدسائس في كثير ولا قليل، فقد كانت الدسائس ولن تزال أسلحة الضعفاء.

استعينوا بالقوة مرةً واحدة، وحاربوا الحق بسلاح الظلم، لا بسلاح الإسفاف، فقد يعفو الله عن الظالمين الأقوياء، ولا يعفو عن الآثمين الضعفاء.

لن أفرَّط في تعليمكم أصول الأخلاق، فكونوا ظلامين، ولا تكونوا دساسين، لأن الظلم قوة، والدسيسة ضعف، وباطل الأقوياء أشرف من حق الضعفاء.

وطني وبلادي

إلى الفتييّن العظيمَيْن (م. ن. ج) و (ع. ع)

- وما اكتفيت بالتلميح إلا لأنني لم أستأذنهما في النص على أسمهما بالتصريح - إلى هذين الفتييّن العظيمَيْن أوجه القول:

إن بلادنا لن تُضام أبداً، ولن تكون لغير أهليها، ولو تألبت عليها جيوش البر والبحر والهواء.

بلادنا باقية باقية، في عزة وعافية، ولن تنال منها المطامع الدولية إلا بقدر ما ينال النسيم المعلول من قمم الجبال.

بلادنا طوّقت جميع البلاد بأغلال الديون العقلية والروحية، ولن يتنفس بلدٌ في شرق أو في غرب إلا وهو مدينٌ لمصر بديون ثقال.

لا تنسوا أن بلادكم دانت الفكر والعقل والروح ألوفاً من السنين؛ ولا تنسوا أن أكبر مجد يظفر به الأوربيُّ المثقَّف هو أن يحل رمزاً من رموز آبائكم الأولين.

كان الخط المصري القديم إشارات من ملامح الطير والحيوان، فما تفسير ذلك؟

يقول الجاهلون إنه دليل على الطفولة التاريخية.

وأقول أنه دليل على العبقرية المصرية، لأنه يجعل كل حرف كائناً حياً من طير أو حيوان، والحروف خلائق حية عند من يعقلون.

ثم ماذا؟

ثم أذكر أن بلادنا هي التي صدّت المغول الوافدين من الشرق، وهي التي صدت الصليبيين الوافدين من الغرب، فكنّا الميزان لأبناء ذلك الزمان.

ومن نحن اليوم؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>