للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمل هو الرجل، يسكبه في عبارات التقدير والإعجاب، ويفيضه من عيون البث والوجدان، فمن لهذه العطشى بساق يُرويَى، فيجري الحياة ويُحيي الموات؟!

شاء القدر ألا يكون غير الزوج الوفي، والمصلح الاجتماعي، فأقنعته زوجته بأن يمثل دور العاشق مع أختها

راح يقوم بدوره بإخلاص وبراءة. ومرت الأيام على تلك الحال، فما أعجب ما حدث للأختين! تعافت الصغرى، فاعتلت الكبرى! أجل. إن رشفة الحب الأولى حلوة ومسعدة، وجرعة الغيرة الأولى مرة ومجهدة. . .

وفي أثناء ذلك، كان يرنو القدر إلى ذلك المخلوق المُسَيَّر إلى هاوية شقائه، رُنوَّ طفل على فمه ابتسامة درجت معه تنمو ما نما، وتكبر ما كبر، وتشيب ما شاب، فإذا ما أخضرت على الشجرة ورقة، واصفرت أخرى، ونضج الثمر الشهي، وحان القطاف، خرجت البسمة العجوز عن صمتها، وأرسلها الكهل الرهيب قهقهة ساخرة مدوية، أثارت عاصفة هوجاء، وزعزعا نكباء، زلزلت في شبوبها أسس السعادة، فلم تبق ولم تذر غير مجد في الأثر

ناء الجسد بحمل ذلك القلب الكبير، وماد بذلك الصراع الجبار بين العاطفة والواجب، ففزع إلى أمه الأرض فاحتضنته

مات. . . لكنه عاش مجسداً في كل أثر من آثاره الطيبة، وعمل من أعماله الجليلة. عاش مخلداً في قلوب الناس وأفواههم يجتمعون كل عام حول نصبه التذكاري الذي أقاموه له، يتغنون بحمده والثناء عليه، وتتصاعد الأنغام تترى مستبقة إلى تمثاله العالي، فإذا ما بلغت مواطئ قدميه، ارتمت ركعاً سجداً.

عباس يونس

بين الفلسفة اليونانية والأدب اليوناني

ورد في مقال الأستاذ خليل هنداوي وهو يبحث الصلات الفنية اليونانية في قصيدة شاعر الحب والجمال (علي محمود طه) صاحب ملحمة (أرواح وأشباح) نص هذا الاقتراح:

(أكان خيراً للعرب تناولهم الفلسفة اليونانية كما فعلوا، أم أن يتناولوا الأدب اليوناني والفن اليوناني؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>