للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- أنت مخطئ، فهو رجل جليل

- ولكنه وزير أديب!

- وما عيب الوزراء الأدباء؟

- عيبهم أنهم كانوا معنا فطاروا عنا، وأنهم لا يحفظون حق الأديب على الأديب

- وهل تحفظ حق إخوانك إذا صرت من الوزراء؟

- حقق الله نبوءتك ليكون لي إخوان!

ثم نظرت فرأيت وزير المعارف السابق قد انصرف (بدون استئذان)، ورأيتني أهتف بقول أبن درَّاج:

سلامٌ على الإخوان تسليم يائس ... وسقياً لدهرٍ كان لي فيه إخوانُ

مضى عيشهم بعدي وعيشي بعدهم ... كأنيَ قد خنتُ الوداد وقد خانوا

هلال شعبان وهلال رمضان

في الأشعار الشعبية التي تقص أخبار الزناتي خليفة وأبي زيد الهلالي يوصف الوجه الجميل بأنه كهلال شعبان، وقد التفت إلى هذا المعنى مرات كثيرة فرأيت هلال شعبان يبدو غاية في الإشراق، بصورة تميزه عن سائر الشهور، وتجعله هلال شعبان بلا جدال، فهل يتفضل الفلكيون بتعليل هذه الظاهرة الطبيعية، وقد أدركت الجماهير آثارها منذ أزمان، ودونوها في أشعارهم الشعبية بدون تفكير في علتها الأساسية

أما هلال رمضان فهو في أغلب أحواله نحيل، وينبني على نحوله أن تراه عيون، ويغم على عيون، بحيث يجوز أن يصوم المصريون في يوم الأحد، ويصوم العراقيون في يوم الاثنين، والتونسيون في يوم الثلاثاء، كالذي وقع منذ بضع سنين

فما الحكمة في نحول هلال رمضان؟

إن راعينا الحساب الذي يجريه الفلكيون فالهلال يولد في وقت واحد، بلا تفريق بين هذا القطر أو ذاك؛ وإن راعينا (الرؤية) فهي تختلف في القطر الواحد، وقد صمنا مرة ثم افطرنا ثم صمنا، وكان لذلك حديث بين الشيخ سليم البشري والسلطان حسين، وهذا شاهد على نحول هلال رمضان

وفي حل هذه المشكلة رأى قوم أن نعتمد على الحساب لا على الرؤية، لنتقي شر الخلاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>