للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والحق أن أمين باشا فكري آية من آيات النبوغ المصري، وما كان بينه وبين أبيه يشابه ما كان بين المويلحي وأبيه، فشهرة عبد الله فكري طغت على منزلة أمين فكري، كما أن شهرة إبراهيم المويلحي طغت على منزلة محمد المويلحي وأمين فكري نفسه يحدثنا في المقدمة أن أباه عبد الله باشا فكري كان ينوي كتابة هذه الرحلة، وأنه ألمع إلى ذلك في خطاب أرسله من لوسرن إلى الوزير علي باشا مبارك، ثم دهمه المرض والموت، فكان مصير الكتاب إلى ابنه أمين.

أسلوب وأسلوب

في (السفر إلى المؤتمر) صحائف من إنشاء عبد الله فكري، وهي تشهد شهادة قاطعة بأن أسلوب الأب وأسلوب الابن يختلفان بعض الاختلاف

فمتى نصل إلى مثل هذا اليقين في التميز بين أسلوب محمد المويلحي أبيه إبراهيم؟

محمد المويلحي ترك (حديث عيسى بن هشام) وإبراهيم المويلحي ترك (حديث موسى بن عصام) وهو منشور بجريدة (مصباح الشرق) فإن سمح الوقت يوماَ بالموازنة بين الحديثين فستعرف مدى الفرق بين الأسلوب.

إحدى الطرائف

من طريف ما لاحظت أن أسلوب عبد الله فكري تغلب عليه النزعة الأدبية، على حين تغلب النزعة العلمية على أسلوب ابنه أمين

ولا كذلك الحال بين المويلحي وأبيه، فالابن تغلب على أسلوبه النزعة الأدبية، أما الأب فتغلب على أسلوبه النزعة العلمية والظاهر أن الجيل الماضي في مصر يحتاج إلى دراسات، فهو الذي وضع الأساس لبناء الجيل الجديد، وكان فيما أرى على جانب من العافية، تصوره النكتة الآتية:

كان الوزير علي باشا مبارك رجلاَ من أهل الجد الرزين، ومع هذا استطاع عبد الله باشا فكري أن يصف له ملاعب أوربا في خطاب يقول فيه:

(وكم رأينا في تلك البطاح، من صباح ملاح، كل خود رداح، شاكية السلاح، من الحاظ كالصفاح، مراض صحاح، وقدود كالرماح، دامية الجراح، فاتكة في الأرواح، وليس عليها

<<  <  ج:
ص:  >  >>