للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأول، وإنما أسمو إلى أن يكون الإنسان الأول، فاستعدوا للنضال في ميدان تكونون فيه أوائل الأبطال

لا قيمة للأرقام في حياة الوجود، ولن يكون من أسباب ازدهاء الجامعيين أنهم بلغوا بضع ألوف، فالشمس واحدة والقمر واحد، وهما عندنا أنفع من النجوم التي تفوق الإحصاء

وأنا من أجل هذا المعنى لا أقيم وزناً للتضامن الجامعي، لأن التضامن سناد الضعفاء، أعاذني الله وأعاذكم من وباء الضعف. وهل تتجمع في الأرض أمة كما تتجمع أمة النمل؟

الجامعي الحق هو الذي يسير في كل ارض وفي عقله فكرة الجامعة، كما يسير المسلم في كل ارض وفي روحه هدى المصحف

كونوا آحادا، ولا تكونوا جماعات، فالوحدانية هي العقيدة التي ارتفع بها الشرق، وبها ارتفع الغرب، إن كنتم تذكرون طلائع النهضات في التاريخ

إن الأدب الإسلامي أوصاكم بالتخلق بأخلاق الله، وأعظم صفات الله هي صفة الوحدانية. ولن يكون للتضامن قيمة إلا أن كان أرقاماً صحاحاً تضاف إلى أرقام صحاح، وأعيذكم أن تكونوا أصفاراً تزيد قيمة الرقم الصحيح

الصفر وحده عدم، ثم تكون له قيمة إن تضامن مع الرقم الموجود، فماذا تريدون بأنفسكم، يا أبناء الجامعة في هذا الجيل؟

أنا أحب لكم ما أحب لنفسي، وأنا أكره أن يكون لأي مخلوق عليّ سلطان، فتحرروا من بوارق الدنيا كما تحررت، ليسبغ الله عليكم نعمة الأدب الرفيع

لا تنشروا بعد اليوم على صفحات الجرائد شكايتكم من قلة الرواتب، فإن سطراً تكتبونه صادقين هو الرزق النبيل. وذكاء المرء محسوب عليه، كما قال الأسلاف

العقيدة الادبية والعلمية هي الأبوة الكريمة للرجل الحصيف، فلا تعرضوا مواهبكم لليتم الدميم. . . وفي الناس أيتام آباؤهم أحياء!

يجب أن يكون للجامعة في كل ميدان جنود. يجب أن يكون إليها الرأي في جميع المعضلات الأدبية والفلسفية والتشريعية والهندسية والطبية والعلمية

ويجب أن يكون الجوع أشرف قوت يقتات به الجامعيون الأصلاء

أترونني أسرف في الأماني؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>