للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخون الإمام ويسعى في فساد دولته) أو (هذا جزاء من عصى مولاه وكفر نعمته)

وقد انفردت هذه الخزانة على ما بلغنا بوجود يد واحدة؛ هي اليد اليمنى لأبي علي بن مقلة الوزير، العلم المشار إليه في حسن الخط. وهو الذي قال فيها بعد قطعها: (قد خدمت بها الخلافة ثلاث دفعات لثلاثة من الخلفاء، وكتبت بها القرآن دفعتين، تقطع كما تقطع أيدي اللصوص!). فليت شعري، ألا تكون هذه اليد قد كتبت أيضاً بعض رقاع هذه الرءوس! وهي الآن حبيسة هذه الخزانة، شريدة غريبة بين الرءوس؟

وقد رتب لهذه الخزانة غير موكل يقومون بأمرها ومداراتها، واستقبال الرءوس الجديدة

وما ورد في التاريخ بصدد الرءوس شيء كثير، نورد في مقالنا أهمه وأبرزه

١ - حفظ الرءوس في خزانة الرءوس

(١) رأس يلبق، رأس علي بن يلبق، رأس مؤنس، رأس يمن الخادم، رأس ابن زيرك:

كانت سنة ٣٢١ للهجرة مشحونة بالأحداث الجسام التي وقعت في دولة بني العباس. وكان بعض النفر من القواد الأعاجم والموالي قد استبدوا بالأمر، فاضطرب حال المملكة وأمست على شفا هول شديد، وشغب هؤلاء غير مرة وحركوا الجند، وقر رأيهم أخيراً على خلع القاهر بالله واستخلاف أبي أحمد بن المكتفي، فعقدوا له الأمر سراً. فلما سمع القاهر ذلك أخذ حذره، وبث لهم العيون حتى صاروا بقبضته، فاعتقلهم وغلهم بأغلال الحديد، ثم ذبحهم ذبح الشياه، وأودع رؤوسهم خزانة الرؤوس على الرسم المتبع. وإليك خبر هذه الرؤوس عن أوثق المصادر:

قال مسكويه (المتوفى سنة ٤٢١ للهجرة): (. . . ودخل القاهر إلى الموضع الذي كان فيه مؤنس، ويلبق، وابنه معتقلين، فذبح علي بن يلبق بحضرته ووجه برأسه إلى أبيه؛ فلما رآه جزع وبكى بكاءً عظيماً. ثم ذبح يلبق ووجه برأسه ورأس ابنه إلى مؤنس، فلما رآهما لعن قاتلهما، فأمر به فجر إلى البالوعة وذبح كما تذبح الشاة والقاهر يراه. وأخرجت الرؤوس الثلاثة في ثلاث طسات إلى الميدان حتى شاهدها الناس؛ وطيف برأس علي بن يلبق في جانبي بغداد، ثم رد إلى دار السلطان وجعل مع سائر الرؤوس في خزانة الرؤوس على الرسم)

وزاد الذهبي صاحب تاريخ الإسلام على ذلك بقوله (ثم ذبح يمن وابن زيرك، ثم أطلقت

<<  <  ج:
ص:  >  >>