للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نصفها الشمالي، ولما وصلها أنطلق قلم بعض الكتاب يصف ما وجدت البعثة من العجائب وما كشفته في القمر من غرائب، وذلك على صفحات جريدة بالولايات المتحدة ذات مكانة رفيعة وحرمة معروفة أسمها (شمس نيويورك) ذكر الكاتب كيف اهتدى الدكتور (هرشل) بعد مناقشة علمية طويلة بينه وبين العالم الفيزيائي السير دافيد إلى صنع تلسكوب جديد يستخدم فيه الضوء الصناعي في توضيح الصورة البؤرية للمرئيات، وأفاض في تفصيل تلك المناقشة وذكر فيها كثيرا من نظريات الضوء وقواعده ومعقداته، وقدَّر العالمان نفقه هذا المخترع الجديد فكانت سبعين ألفا من الجنيهات، فبعثا إلى صاحب الجلالة الملك وليم الرابع بجملة الأمر، وكان جلالته يهتم بالبحار أكثر من اهتمامه بالأقمار، فسأل هل يفيد هذا المنظار الجديد الملاحة؟ فكان الجواب نعم، فأمضى لهما حوالة بيضاء يرقمان فيها المال الذي يريدان. وصنع المنظار وجاء دور الرؤية فكانت رؤيا. نظر (هرشل) إلى القمر لأول مرة فماذا رأى؟ (أخذ أول الأمر يتفقد أراضي القمر وآفاقه أحمالا فرأى من ذلك عجبا؛ رأى بلورات لامعة تشع منها ألوان مختلفة جميلة كالتي تشع من الجواهر والأحجار الكريمة، إلا إنها ذات جرم هائل، فهي أشبه شيء بأعمدة (الاستالا كتيت) البديعة التي تتدلى من سقوف الغيران. ورأى رواسب الذهب تغمر السفوح والقيعان) ثم دار بمنطاده فوقع على غابة قمرية (بها أشجار عظيمة اختلفت أجناسها ولمعت أوراقها وتلونت أزهارها، وطالت بعض فروعها العالية وتدلّت حتى نالت الأرض. ونمت هذه الغابة إلى جانب بحر ذي ضياء سحري كأنما سكنته الحور. . .) وأخيرا وقع على حيوانات القمر فرأى (قطيعا من ذوات الأربع سمراء اللون أشبه شيء بثيران البيسون، يتميز بغشاء من اللحم نما كالمظلة على العينين وامتد حتى اتصل بالأذنين، هو لا شك وقاية من صنع الطبيعة أرادت بها حفظ أبصارها من ضوء يشتد على هذا الجانب من القمر حتى يبهر العين ويؤذيها. واتضح بعد نظرات عديدة أخرى أن حيوانات القمر كلها تشترك في حمل هذا الحجاب الساتر) ثم دار (هرشل) بمنظاره هنا وهنا، وبعد لأي (رأى جماعة من الطير تهبط إلى جانب غابة صغيرة، ولما مست أرجلها الأرض اختفت أجنحتها واستقام عودها ومشت مشية الإنسان) وذات يوم استيقظت البعثة على صوت هاتف يهتف: النار النار. فهرعوا إلى ناحية الصوت فوجدوا أنهم كانوا في الليل غفلوا عن أن يوجهوا

<<  <  ج:
ص:  >  >>