للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يستصدر أعداداً خاصة من بعض جرائد الشرق للتعريف بمصر كالذي تصنع وزارة الخارجية في استصدار أعداد خاصة من بعض الجرائد الإنجليزية والأمريكية

وهنا أشير إلى حادث ما ذكرته إلا شعرت بالحزن يعصر قلبي

في سنة ١٩٣٩ أصدرت مجلة (الحديث) ومجلة (العرفان) ومجلة (المكشوف) أعداداً خاصة بمصر، أعداداً نفسية جداً، ومع هذا لم أستطع إقناع وزارة المعارف بأن تشتري من تلك الأعداد مجموعات لمكتبات المدارس، ليعرف الذين فكروا في التنويه بمصر أن كرمهم لا يضيع

وفي تلك الأيام كنت أقترح على الأستاذ الزيات أن تصدر الرسالة أعداداً خاصة عن الأمم العربية فرحب بالاقتراح وأجل تنفيذه إلى انقضاء الصيف، ثم بدا له بعد ذلك أن يواجه المشروع من جديد، فصدته أزمة الورق عما يريد

مالي ولهذا الكلام؟

هذه ليلة الميلاد، والأثير ينقل إلى سمعي بعض ما يثور في شوارع مصر الجديدة من عجيج وضجيج، فكيف آثرتُ الاعتكاف في هذه الليلة، وقد تفضل شهر ذي الحجة فجعلها قمراء؟

لعني أردت الخلوة إلى قلمي، وهو الأنس الأنيس عند اعتكار الظلمات في دياجي الزمان

لعني أردت بهذه الخطوات القومية أن أتجنب الخلوة إلى قلبي، وهو عدوٌ صديق

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدواٌ لهُ ما من صداقته بُدُ

قضيت ما قضيت من حياتي في دراسة الجمال، حيثما كان الجمال، فأنا لا أضيف حرفاً إلى حرف إلا بميزان، وأنا أصادق وأعادي بوحي الذوق لا بوحي النفع، وما الموجب لأن أكون نفعياً وقد أغناني الله عن جميع الخلائق، ولم أعرف ما الظمأ والجوع في أي يوم، ولا جاز في وهمي أن أتصور أن الله قد يتخلى عني؟

لي صداقات كثيرة مع أرواح تنطق بالأوراق لا بالألفاظ، وأقسم جهد اليمين أن بحديقة داري في سنتريس أشجاراً يعتريها الذبول إن صدقت عنها أسابيع

لي صديق هو اليوم أحد مدرسي الفلسفة بكلية الآداب، وهو الأستاذ محمود الخضيري، وكان لي معه حديث في (ايسكوار مونج) في نوفمبر سنة ١٩٣٠، فما ذلك الحديث؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>