للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

١ - نشاط كلية الحقوق لا يتمثل في دار تلك الكلية، وإنما يتمثل فيمن أخرجت من القضاة والمحامين، وهؤلاء هم البرهان على قوتها الذاتية

٢ - نشاط كلية الآداب لا يتمثل في دار تلك الكلية، وإنما يتمثل فيمن أخرجت من المؤلفين والمترجمين والمدرسين والمفكرين، وهؤلاء هم البرهان على قوتها الذاتية

٣ - نشاط كلية الهندسة لا يتمثل في دار تلك الكلية، وإنما يتمثل فيمن أخرجت من كبار المهندسين، وإليهم يرجع الفضل في شؤون تفوق الإحصاء

٤ - نشاط كلية الطب لا يتمثل في دار تلك الكلية، وإنما يتمثل فيمن أخرجت من أطباء لهم مركز ممتاز في مصر والشرق

٥ - نشاط كلية الزراعة لا يتمثل في دار تلك الكلية، وإنما يتمثل في خريجيها النوابغ، وقد أدوا خدمات جديرة بالثناء

٦ - نشاط الأزهر لا يمثله أساتذة الأزهر، وإنما تمثله تلك الجيوش التي أخرجها الأزهر من وّعاظ وأساتذة وقضاة وباحثين

٧ - نشاط دار العلوم لا يمثله أساتذة دار العلوم، وإنما يمثله المدرسون الذين أنجبتهم دار العلوم، ولهم في كل بلدة مصرية صوت

وعلى هذا يُقاس، فالأساتذة يوجّهون ولا يُبدعون، وأنا أرى أن المعاهد المصرية أدّت واجبها خير الأداء، فهي جديرة بالتبجيل.

هذا هو الرأي في تقدير الذاتية الجامعية من ناحية الصلة الخارجية، ولكني مع ذلك أرى من الواجب أن أرجع إلى هذا الرأي بشيء من التعديل فأقول:

يبدو لي أن ابتعاد الأساتذة عن المشاركة في الجانب العلني من الحياة العلمية والأدبية يعرّضهم لخطرين، فهو أولاً يهوّن أقدارهم في أنفس الطلاب، وهو ثانياً يضيع عليهم فوائد كثيرة، فوائد تخلقها مواجهة المجتمع في موجاته النفسانية والروحانية

والذي يعرف شيئاً من أحوال الشبان يلاحظ أن استفادتهم مما يقرءون تفوق استفادتهم ما يسمعون، فهم تلاميذ للكتاب والمؤلفين قبل أن يكونوا تلاميذ لأساتذة الكليات. وهذه الظاهرة لا تحتاج إلى توضيح

وإذن يجب على أساتذة الجامعة أن يخلقوا لأنفسهم جواً خارجياً يساعد على تجديد الهواء

<<  <  ج:
ص:  >  >>