للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عن مقدماتها وعللها، ويتنبأ بنتائجها وآثارها؛ وأصحاب هذا المنطق هم أولئك الذين لم يخدعهم (المنطق المنظور) الضيق

كم من تقلبات شهدنا في خلال العشرين عاماً الأخيرة أو منذ شبت نار حرب ١٩١٤ أو منذ وضعت أوزارها وأعلنت الهدنة ووقعت شروط الصلح وبادت دول وظهرت أخرى. وكم عجبنا وأغربنا في الدهش والحيرة لأحداث وقعت بين ظهرانينا لأننا كنا ننظر إلى شئوننا بعين (المنطق المنظور)، فلما خلونا إلى أنفسنا قهرنا على مقابلة الخطوب، ورضنا أنفسنا على متابعة التقلبات، عرفنا بعين (المنطق المستور) أن ما وقع إنما جاء نتيجة منطقية لحوادث سابقة وأخطاء قائمة واستسلام (للمنطق المنظور)

وليس الأمر بمقصور على الشئون العامة، بل إن شئوننا الخاصة يجري عليها هذا المقياس، فالأمراض المستعصية ونكبات الأسرة والصداقة من طلاق وأزمات مالية وخصومات وانتقامات، كلها ترجع إلى مقدمات وحوادث وعلل، لا يقرأها ولا يدركها (المنطق المنظور) المنطق السطحي المستسلم، ولكن عين (المنطق المستور) تجلوها لنا سافرة طبيعية لا غرابة فيها ولا مفاجأة ولا شذوذ

عبد الله حسين

المحامي

<<  <  ج:
ص:  >  >>