للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الطيران بين أسلحة الحرب]

الملازم الأول حسين ذو الفقار صبري

(تتمة ما نشر في العدد الماضي)

سنجد إذا نظرنا في أمر (الناقلات) أن ما ذكرناه عن القاذفات ينطبق عليها تماماً، إذ أنهما نوعان متماثلان، لا يختلفان في شيء اللهم إلا في تصنيف الأحمال، وليس في تقدير الأحجام والأثقال؛ هذه ارتحلت بالقنابل والمقذوفات، وتلك نقلت الرجال والعتاد أو ربما نقلت جنود الهابطات

أما (المنقضات)، أدوات التحطيم التكتيكي، فهي طائرات تعمل ضد أهداف ضاقت مساحتها وإن عظمت أهميتها كمدافع الميدان، أو معاقل المقاومة، أهداف لا تميز إلا من ارتفاع بسيط، إصابتها عسيرة إلا إذا هوت عليها الطائرات كالعقبان. فهذه إذن طائرات مقدرتها على الاحتمال عظيمة: هياكلها متينة، تغالب ضغوطاً نشأت عن حركات اعتدال عنيفة إثر سقطات هاوية، وطائرات كهذه يجب أن يكون ثقلها محدوداً حتى لا تؤثر جاذبية الأرض عليها تأثيراً كبيراً، فيا حبذا لو تمكنا من اجتجاز ما تبقى من ثقلها هذا المحدود. لحساب محرك قوي يساعدها على الانطلاق سريعاً. ولكن هل ترانا نسينا أنه يجب عليه اقتسام ذلك الثقل الفائض مع قنابل ضخمة لولاها لما أنشئت تلك الطائرات ولا كان لها وجود؟ فلتقنع (المنقضات) إذن بمحرك ضعيف يتركها فريسة سهلة لطائرات الأعداء، إلا إذا أحطناها بالمقاتلات تحرسها وتحمي ظهرها، فتعينها ولو قليلاً على القيام بواجبها وتنفيذ مآربها

تلك هي أنواع الطائرات الرئيسية، وياليتها كانت مقسمة ذلك التقسيم البسيط! إن واجبات الطيران أصبحت عديدة متفرقة، لا تؤديها على الوجه الصحيح إلا أنواع من الطائرات تعددت بتعددها، وتخصص كل نوع منها كل التخصص، كل منها يخالف الآخر في خواصه بل يناقضه أحياناً وإن تضافروا جميعاً نحو الغاية وتكاتفوا على الهدف

وتعدد أنواع الطائرات هنا هو بالذات السبب الرئيسي الذي وقف في سبيل سيطرة الطيران سيطرة تامة على ميادين القتال؛ فإن السلاح الذي كتب له التحكم والسيطرة يجب أن يكون سلاحاً مرناً متعدد النواحي لا الأنواع، يقابل كل حالة طارئة بأسلوب جديد يناسبها، أو بحل

<<  <  ج:
ص:  >  >>