للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

الفرقة المصرية

قالوا إن الفرقة القومية (القديمة) لم تؤد رسالتها، ولم تقم بواجبها، ولم تفعل شيئاً مما خلقت له. والحق أنها وقفت جامدة في مكانها فلم تتقدم خطوة واحدة، وكان ذلك راجعاً إلى سوء الإدارة - كما أعتقد -

. . . وقالوا إن الفرقة المصرية (الجديدة) ستكون مثلاً أعلى للنهضة بفن التمثيل في مصر بعد ما أدخل عليها من تعديل وتبديل، وبعد ما أثير حولها من قال وقيل، فماذا فعلت الفرقة المصرية الجديدة؟!

أشهد أنها قد أجادت في الإعلان عن نفسها وسلكت في الدعاية لأعمالها كل السبل؛ ولكنها - وا أسفاه لم تعمل شيئاً غير ما كانت تعمله الفرقة المنحلة اللهم إلا الدعاية. . . والدعاية فقط

قدمت الفرقة في الأسبوع الماضي مسرحية (مروحة الليدي وندرمير) للكاتب الإنجليزي المعروف أوسكار وايلد ومن تعريب الأستاذ عباس يونس وإخراج الأستاذ فتوح نشاطي. وقد اشترك في تمثيلها لفيف من ممثلي الفرقة نذكر منهم الأساتذة: حسين رياض وسراج منير وفؤاد شقيق وفؤاد فهيم، والسيدات زينب صدقي ونجمة إبراهيم وإحسان شريف وسامية فهمي وغيرهم. وقد جاء الإخراج غاية في الإتقان والتمثل غاية في المقدرة. ولكن المسرحية - للأسف - بعيدة كل البعد عن مجتمعنا فهي لا تلائمه، ولا تدور حوادثها في مثل بيئتنا. ولست أدري لماذا قدمت الفرقة هذه المسرحية التي لا تمت إلى أخلاقنا وعاداتنا بصلة؟! أعجز الكتاب والمؤلفون المصريون عن خلق الرواية المصرية حتى تلجأ الفرقة إلى أدب الغرب تستعير منه وتأخذ عنه؟! أم ماذا؟!. . .

نحن لا نعارض فكرة الترجمة في حد ذاتها. وإنما نعارض أن تترجم للفرقة (المصرية) روايات لا تلائم ولا تتفق مع الخلق المصري فيكون تمثيلها نوعاً من العبث لا يؤدي إلى الغرض المقصود الذي من أجله تتفق هذه الأموال الطائلة. وحن لا نريد أن نجحدهم فضلهم، وإنما نريد أن نشير عليهم بالوجهة الصحيحة حتى يتلافوا الوقوع في أخطاء الماضي

<<  <  ج:
ص:  >  >>