للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومن أهم البيمارستانات التي شيدت بواسط البيمارستان الذي شاد بذكره المؤرخون، أنشأه مؤيد الملك أبو علي الحسن الرخجي وزير شرف الدولة بن بهاء الدولة مدبر دولة الخليفة القادر بالله العباسي في العراق جميعه سنة ٤١٣ هـ وأكثر فيه من الأدوية والأشربة والعقاقير، ورتب له الخزان والأطباء وغير ذلك مما يحتاج اليه؛ وصفه عدة مؤرخين أيضاً. ومن مشاهير أطباء هذا البيمارستان أبو النعيم بن ساوة الطبيب الواسطي كان من الحذاق في الطب وله فيه إصابات حسنة وقد قتل في سنة ٤٩٧ هـ، فيكون موته قريباً من عهد تشييد البيمارستان المذكور وممن نحن جديرون بذكره الطبيب الكبير موفق الدين أحمد بن محمد المعروف بأبي طاهر بن البرخشي كان من أهل واسط وكان فاضلاً في الصناعة الطبية كاملاً في الفنون الأدبية والفلسفة والحكمة والطب، وكان كريم الشمائل ظريف المخايل لا يخال إلا الأكابر، ولا يألف إلا الصدور، وكان مع ذلك مأوى الضعفاء وملجأ الملهوفين كثير الإحسان، وقد كان من أهل القرن السادس للهجرة. وقدقيل إنه كان حياً بواسط سنة ستين وخمسمائة، وكان عنده أدب بارع ومعرفة بالنظم والنثر فلا بد أن أبا طاهر البرخشي كان من الذين خدموا في البيمارستان المذكور أو من الذين اتصلوا بأطبائه ما دام أنه كان إذ ذاك من مشاهير أطباء واسط ومن الذين عاشوا بعد تشييد البيمارستان المذكور

ومن الأطباء أيضاً أبو الفرج سعيد بن إبراهيم الواسطي، هذا كان طبيباً وقساً وراهباً، وممن نزحوا إلى واسط لممارسة هذه المهنة العظيمة الشأن أبو العلاء محفوظ بن المسيحي بن عيسى الحكيم الطبيب النصراني النيلي الأصل نزيل واسط، وكان طبيباً فاضلاً نبيلاً مذكوراً في وقته عالماً بصناعة الطب مرتزقاً بها جميل المشاركة محمود المعالجة وله مع ذلك أدب طريف وخاطر في النظم، وكان مولعاً بالألغاز والمعميات. توفي في أوائل سنة ستين وخمسمائة إذ كان معاصراً لأبي طاهر البرخشي المذكور آنفاً

هذا ما وقع إلينا من أخبار أطباء واسط ومارستانها ولعلنا نعثر على غيرهم في المستقبل والله ولي التوفيق.

(بغداد)

يوسف يعقوب مسكوني

<<  <  ج:
ص:  >  >>