للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

السطح وأُمرت لهم بالأطعمة فأكلوا ثم ابتدر حنين يغني:

هلا بكيت على الشباب الذاهب ... وكففت عن ذم المشيب الآيب

فأزدحم الناس على السطح وسقط الرواق على من تحته فسلموا جميعا إلا (حنين) فأنه مات تحت الهدم.

على أن المصائب التي اعتورتها منذ صغرها لم تترك قلبها خاليا من الحزن والأسى، وكيف يخلو قلبها من الحزن وقد شهدت أعظم المصائب؟ فقد كانت تأنس بالنوح وتخفف به آلامها وأحزانها. ومن أحق بالنوح منها؟ وهل النوح إلا أنغام الحزن والأسى؟!

كانت تبعث بالأشعار المحزنة إلى المغنين ليصوغوا بها ألحانا يتاح بها. كما كانت تختار من ذوي الأصوات المشجية وتسلمهم إلى المغنين ليعلموهم النوح، وقد بعثت مملوكها عبد الملك أبن سريج وأمرته أن يعلمه النياحة. ولما توفي عمها (أبو القاسم محمد بن الحنفية) ناح عليه نوحاً في غاية من الجودة.

(يتبع)

سعيد الدبو هـ جي

بالموصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>