للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصة من الواقع]

الأمل الضائع

أو كذبة ابريل

لا تظن أيها القارئ الكريم أني سأحدثك عن سبب هذه الكذبة ولا متى

واين وجدت؟ فذلك بالمؤرخ اجدر، ولا عن مدى أثرها في نفوس من

وقعوا في حبائلها: أخير هو أم شر؟ أجميل أم قبيح؟ أنافع أم ضار؟

فذلك بعالم الأخلاق أو النفس أليق. إنما أحدثك بلسان أديب، رأى رأي

العين قنيصة من قنائص هذه الكذبة، على غير علم منه انها قنيصة،

وإنما أردت ان اطرف بها القراء؛ لأنها كما سيرون طريفة حقاً،

محكمة في نسجها احكاماً، حتى لقد بدت - وهي الباطل المزخرف -

كأروع ما يكون الحق، ومثلت مع أديب شاعر لم يتسرب إلى قلبه

الشك في صدقها؛ ولعل ذلك إلى ان الأديب خلق اطهر الناس فطرة،

وأنقاهم سريرة. . . ضحك الأديب المكذوب عليه مع من ضحكوا على

هذه الاكذوبة، وربما كان اكثر إغراقا في الضحك، ذلك انه وقف من

أصحابها موقف جاد من هازلين، متفرج على ممثلين: صادق مع

كاذبين.

طرحت إحدى المجلات الشهرية المصرية على الشعراء مسابقة أدبية، ذات جوائز مادية، وانتهى موعد التقديم، وترقب كل شاعر وأديب نتيجته، كما يترقب المساهم في بعض الأنصبة نصيبه. . .

وفي ذات ليلة من ليالي ابريل، فكر ثلاثة من الأصدقاء في ان يكذبوا (كذبة ابريل) ولم يطل التفكير؛ فقد كانوا مساهمين في هذه المسابقة الأدبية، فلماذا لا تكون المسابقة هي مادة

<<  <  ج:
ص:  >  >>