للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

الشيخ عبد العزيز البشري

في فجر يوم الخميس الماضي استأثر الله بابن من أبناء العربية، وجندي مخلص من جنود الأدب، وهو المغفور له الأستاذ عبد العزيز البشري؛ فكان لنعيه المفاجئ موجة من الحزن الشديد غشيت أندية الأدب لما امتاز به الفقيد من حسن المحاضرة، وحلاوة الفكاهة، وطلاوة الأسلوب، ودقة الوصف، والإطلاع الواسع على أخلاق الناس وأحوال المجتمع، والعلم الشامل بأسرار الجيل الأدبي المنصرم، تهيأ له بطول الملابسة وحسن المداخلة؛ فكان أعلم من يتحدث عن الأدب والأدباء في العصر الحديث

نشأ رحمه الله في بيت رفيع من بيوت العلم والدين؛ فكان والده الشيخ سليم البشرى شيخاً للأزهر، واخوته طلاباً أو علماء فيه؛ فدرس هو كذلك في الأزهر حتى نال شهادة العالمية، ثم ولى القضاء الشرعي حيناً من الدهر، ثم تقلب في بعض المناصب المدنية حتى أتاه اليقين، وهو المراقب الإداري لمجمع فؤاد الأول للغة العربية

نكتفي اليوم بنعي الفقيد الكريم، وسنعود للكلام عن أدبه وعلمه في فرصة مناسبة. نسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن يعوض الأمة العربية من أدبه وفضله خير العوض

ذو القرنين ليس الاسكندر الأكبر

قرأت بالعدد ٥٠٧ نبذة لأستاذ فاضل عن ذي القرنين يريد بها أن يفند نظريتي الجديدة التي أعلنتها أخيراً على صفحات الرسالة الغراء، وأثبت فيها أن ذا القرنين المذكور في القرآن الكريم ليس الإسكندر الأكبر، وإنما هو لقب ملوك دولة فارس التي أسسها الملك كورش العظيم، وتنتهي بالملك دارا الثالث الذي قضى الإسكندر الأكبر على دولته في عهده. واستندت في ذلك إلى رواية التوراة. وأثبت أن وثنية الإسكندر وسيره المعوج وأخلاقه لا تتفق ووصف القرآن الكريم لذي القرنين الذي كان مؤمناً

ويظن الأستاذ أن ديانة الفرس كانت الوثنية، والحقيقة غير ذلك؛ إذ كان الملك كورش ومن جاء بعده إلى الملك دار الثالث على دين زرادشت نبى الفرس الذي كان يقول إنه رسول الله بعثه ليزيل ما علق بالدين من ضلال وليهدى إلى الحق، وكان لهم كتاب مقدس يسمى أوستا ولما انتصر الإسكندر على الفرس كان ذلك ضربة لهذه الديانة، ثم انتعشت بعد ذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>