للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[معركة الآزور]

للشاعر الإنجليزي ألفريد تنيسون

بقلم الأستاذ محمود عزت عرفة

تقديم

في عام ١٥٥٨م توفيت (ماري تيودور) ملكة إنجلترا الكاثوليكية التي كانت زوجاً لفيليب الثاني ملك أسبانيا. وتولت بعدها عرش إنجلترا أختها من قبل أبيها الملكة اليصابات (وهي ابنة هنري الثامن من زوجته آن بولين). وكانت اليصابات تعتنق المذهب البروتستانتي في اعتدال؛ وقد حاولت خلال حكمها إرضاء الكاثوليك والبروتستانت على السواء، فأثارت بذلك حفيظة أسبانيا وفرنسا وغيرهما من الأقطار الكاثوليكية

وزاد في توتر العلاقة بين إنجلترا وأسبانيا عوامل أخرى متعددة: منها رفض الملكة اليصابات التزوج من فيليب الثاني ملك أسبانيا، وقد عرض عليها ذلك عقب وفاة الملكة ماري. . . ومنها ما كان من انحياز إنجلترا إلى ثوار الأراضي المنخفضة ضد أسبانيا، وإيوائها الأغنياء منهم ممن خلصوا إليها عبر القنال بأموالهم وثرواتهم وكل ما تيسر لهم حمله

يضاف إلى ذلك قصة: ماري استيورت ملكة اسكتلندا الكاثوليكية، تلك التي لاذت بإنجلترا عام ١٥٦٨م عقب ثورة الشعب الاسكتلندي ضدها، فقضت هناك عشرين عاماً شبه أسيرة؛ ثم ظهر من دسائسها ضد الملكة اليصابات، وكانت ماري استيورت وريثتها الشرعية على عرش إنجلترا ما استوجب التخلص منها بالإعدام عام ١٥٨٧م؛ فقد أثار هذا التصرف ثائرة فيليب الثاني وحفزه للعمل. وكانت قوة إنجلترا البحرية خلال هذه الحوادث المتلاحقة تنمو في اطراد، وقد نشط البحارة الإنجليز في جوب البحار بحثاً عن كنوز الذهب والفضة التي سبقهم إلى اكتشافها الأسبان؛ أو اقتناصاً للسفن الأسبانية العائدة بهذه النفائس من مستعمراتهم في العالم الجديد.

وفي عام ١٥٨٨م سحق الإنجليز قوة أسبانيا البحرية بتحطيم الأرمادا التي حشدها فيليب الثاني لغزو بلادهم، فرجحت كفتهم في البحار رجحاناً زاد على مدى الأيام ظهوراً

<<  <  ج:
ص:  >  >>