للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الواق ولا في بلاد نيام نيام ولا بين قبائل الشيلوك والدنكا. . . إن لم يكن توفيق الحكيم مع سوزي في باريس هو توفيق الحكيم مع شهرزاد في بغداد، أو في فاس أو الهند لست أدري، فلماذا ذكر هذا الزنجي الذي لم تكن تؤثر عليه شهرزاد أحداً، وكانت لا تشبع منه ولا تريد أن تشبع منه، وكانت تريده أسود غليظاً. . . ولماذا كان ينهض من نومه منزعجاً مضطرباً يود لو يمزق جسد سوزي الجميل الغض بأسنانه (والعياذ بالله!) إن هذه خبيئة من خبيئات العقل الباطن برزت في غفلة من غفلات وعي توفيق الحكيم ففضحت رأيه في المرأة، وأكدت مذهبه فيها على صفحات عصفور من الشرق، كما تأكد هذا المذهب في شهرزاد من قبل. . . وما هذا الذي ربط بين الحلم الذي يحيا فيه الآخرون، وبين سهولة وقوع أية امرأة بين ذراعي أي إنسان، وبين تفاحة الأرض الحلوة التي داخلها الدود، وبين الحلم الذي يرى فيه الحكيم فتاته مستسلمة لزنجي أسود يقبلها تلك القبلات الملتهبة، وبين نهوضه من النوم مضطرباً منزعجاً يود لو يمزقها بأسنانه،. . . ما هذا الذي يربط تلك الصورة كلها بصورة سميراميس الملكة الفاجرة التي أرادت أن تبالغ في انتقامها من أحد أسراها المولعين بحبها فدعته إلى ليلة ناعمة راقصة، ومنحته من نفسها وعرضها ما لا يقدر على وصفه إلا. . . الأخ المسكين البائس. . . محسن!. . . على أن يصبح فيتسلمه الجلاد بأمر الملكة ليضرب عنقه؟! ما هذا الذي يربط تلك الصورة كلها، وهي مفرقة على الكتاب، متباعدة عن بعضها فيه، موزعة على مشاهد القصة وفصولها من قبل أن يفضح محسن غش سوزي وخداعها إلى أن وقف منها على ذلك السر المهول!؟

وبعد. . . فهل الأستاذ توفيق الحكيم بعد ذلك كله صديق المرأة وليس عدوها - كما يزعم الزاعمون - على حد تعبير الأستاذ الجليل كامل سليم بك؟!

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>