للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي تنقش عليها كثير من أحلامنا. لاحظ ألفريد موري كما لاحظ في نفس الوقت المركيز درثي دي سان ديني أن هذه البقع الملونة ذات الأشكال المتحركة المتقلبة يمكنها أن تثبت عندما نخمل؛ فترسم حينئذ دوائر الأشياء التي تكون الحلم. ولكن علينا أن ننظر إلى هذه الملاحظة بعين الحذر لأنها ناتجة عن علماء نفس أنصاف نُيّم. تصور الفيلسوف الأميركي لار الأستاذ في جامعة يال طريقة أكثر إحكاماً ولكنها صعبة التطبيق لأنها تتطلب شيئاً من المران. تنحصر هذه الطريقة في إبقاء العينين مقفلتين عندما نستيقظ والمحافظة مدة لحظات على الحلم الآخذ في الزوال من حقل البصر وبالتالي من حقل الذاكرة. ترى عندئذ موضوعات الحلم تتحول إلى شرار العين وتمتزج بالبقع الملونة التي كانت تشاهدها العين حقيقة عندما كان الجفنان مغلقين. فإذا كنا نطالع جريدة مثلاً فها هو الحلم يتكون ثم تستيقظ وتبقى من الجريدة التي ارتسمت سطورها في العين بقعة بيضاء وبعض السطور السوداء المبهمة. هذا ما في الواقع. أو إذا كنا نتنزه في عرض البحر بالحلم، وعلى مدى البصر كان المحيط ينشر أمواجه الرمادية التي تكللها رغوة بيضاء. فعند اليقظة كل هذا يتلاشى في بقعة كبيرة اللون الرمادي الباهت تتخططها نقط براقة. البقعة موجودة وكذلك النقط اللامعة؛ إذاً يوجد غبار بصري بدا لإدراكنا أثناء النوم وهذا الغبار استعمل في صنع الحلم

هل يستعمل هذا الغبار وحده فقط؟ لكي نختصر الحديث على حاسة البصر نقول إنه بجانب الاحساسات البصرية الصادرة من الداخل توجد احساسات أخرى صادرة عن سبب خارجي. مهما يكن الجفنان مغلقين فالعين لا تزال تميز بين النور والظلام وتتعرف أيضاً - إلى حد ما - على نوع النور؛ لكن الاحساسات الناتجة عن نور حقيقي هي أصل لكثير من أحلامنا، فشمعة تضاء فجأة تحدث عند النائم عدة رؤى تسود فكرة الحريق ويذكر تيسيه مثلين لذلك: (فلان يحلم أن النار تلتهم مسرح الإسكندرية واللهب يضيء حياً بأثره، وفجأة يجد نفسه قد انتقل إلى ميدان القناصل، وهناك يرى شريطاً من النار يجري على مدى السلاسل التي يربط بعضها ببعض علامات الحدود الغليظة الموجودة حول الحوض، ثم يجد نفسه في باريس في المعرض وقد التهمته النار. . . يشاهد مناظر مؤلمة الخ. . . فيستيقظ بغتة: إن عينيه كانتا متأثرتين بحزمة النور المنبعث من مصباح الواعية وهي تمر في جولتها الليلية وكانت قد سلطت المصباح على السرير

<<  <  ج:
ص:  >  >>